وضع المحفظة بالجيوب الخلفية يهدد العظام
الجلوس على المحفظة لمدة طويلة يفقد منطقة الحوض توازنها، ويتسبب في حدوث ميل بنقطة ارتكاز العمود الفقري
إذا زرت طبيب العظام شاكيا من آلام في الظهر، فلا تتعجب إذا سألك: "هل تضع محفظتك في جيبك الخلفي أم لا؟".
ربما يبدو لك السؤال أنه لا علاقة له بمشكلتك، ولكن الحقيقة التي بدأت تتكشف لأطباء العظام، هي أن هناك علاقة بين بعض مشكلات العظام ووضع المحفظة في الجيوب الخلفية، وتم تشخيص تلك الحالة بمصطلح طبي هو "متلازمة وضع المحفظة في الجيوب الخلفية.
وأشار تقرير حديث نشرته مجلة "نيو إنجلاند للطب"، إلى أن وضع المحفظة بالجيوب الخلفية يمثل ضغطا على أعصاب الورك، وهذا من شأنه نشر الألم إلى أعلى وأسفل منطقة الورك، وهو ما يسبب الشد العضلي لدى كثيرين.
ويتفق د.محمد عبدالفضيل استشاري العظام بوزارة الصحة المصرية، في تصريحاته لـ"العين الإخبارية"، مع ما ذهب إليه التقرير، مشيرا إلى خطر آخر، وهو أن الضغط المستمر على هذه الأعصاب من شأنه أن يترك أثرا سلبيا على عضلة تسمى "بيرفوريس"، حيث يمنع تدفق الدماء لها ما يؤدي إلى فقدان الإحساس بالأطراف السفلية.
وحذر عبدالفضيل من خطر ثالث يبدو أشد وطأة، ألا وهو التسبب في انحناء العمود الفقري.
وقال إن استمرار وضع المحفظة في هذا الوضع والجلوس عليها لمدة طويلة يفقد منطقة الحوض توازنها، ويتسبب في حدوث ميل بنقطة ارتكاز العمود الفقري.
وأضاف أن هذا الميل قد يسبب ما يعرف بـ"التقوس الأمامي الخلفي"، أو ما يطلق عليه التحدُّب، وقد يتسبب في التقوس الجانبي الذي يطلق عليه "الجنف" وينتج عنه اعوجاج على أحد جانبي العمود الفقري.
وينصح عبدالفضيل بالتخلص من هذه العادة السيئة، لأن استمرارها يعني استمرار آلام العظام، والتي قد تضطر الطبيب مستقبلا إلى اتخاذ قرار جراحي لتحرير العصب الوركي من الضغط الواقع عليه.