مناظرة والز وفانس.. لغة الجسد «تعري» الكلمات
خلال مناظرة المرشحين لمنصب نائب الرئيس الديمقراطي تيم والز والجمهوري جي دي فانس، كشفت لغة الجسد أكثر مما فعلت الكلمات.
وفي تقرير بمجلة "بوليتيكو" الأمريكية، كان هناك بعض الملاحظات عن لغة الجسد قدمها جو نافارو خبير لغة الجسد وصاحب الخبرة الطويلة في هذا المجال.
خبرة تزيد عن 25 عاما قضى 25 منها في مكتب التحقيقات الفيدرالي، حيث خدم في برنامج تحليل السلوك النخبوي التابع لقسم الأمن القومي، وساعد في الكشف عن الجواسيس وإلقاء القبض على المجرمين.
وبالنسبة لمناظرة نائبي الرئيس، قدم نافارو 8 ملاحظات حول ما قالته لغة الجسد لكل من والز وفانس.
لحية فانس
كان أول اتصال غير لفظي في المناظرة ظهر على وجه فانس هو لحيته، حيث يعد سيناتور أوهايو أول مرشح للبيت الأبيض لديه لحية منذ 80 عاما.
ولأن المظهر هو عامل أساسي في لغة الجسد، فإن الأبحاث تشير إلى أن الناخبين يرون اللحية أكثر ذكورية، وهو ما يعتبره البعض أمرا إيجابيا يعكس قوة وكفاءة.
لكن بالنسبة للبعض الآخر وخاصة النساء، قد يكون أمرا سلبيا يعكس المعارضة للأفكار النسوية.
قبضة فانس الدقيقة
خلال المناظرة، استخدم فانس ما يسمى "قبضة الدقة" عدة مرات حيث جمع سبابته وإبهامه معًا، تقريبًا مثل علامة "موافق".
وهذه الإشارة تعكس الثقة والسيطرة على القضية التي تتم مناقشتها والأمر أشبه بأن المتحدث يضغط على أجزاء من الهواء، وكأنه أمسك بذبابة مثلا.
وعندما يتم دمج هذه الإشارة مع إيماءات اليد الأخرى مثل التموجات العريضة لليدين وإيماءات راحة اليد المفتوحة، فذلك يعني أن المتحدث يركز على شئ مهم.
وتعد القبضة الدقيقة علامة على الطلاقة والسلطة وهي مقنعة للغاية عند استخدامها في تلك اللحظات المحددة.
يريد والز جذب الانتباه
لعدة مرات، خاطب والز المشاهد بشكل مباشر مثلما فعل عندما انتقد الرئيس السابق والمرشح الجمهوري الحالي دونالد ترامب لعدم دفعه أي ضريبة فيدرالية لمدة 10 سنوات أشار حينها إلى الكاميرا بإصبعه السبابة.
وكانت لفتة جريئة واتهامية لكنها تبدو من جهة أخرى معادية وكأنها تهديد، لكن الأكيد أن والز أراد جذب الانتباه وحصل عليه.
شغف والز في عينيه
عندما كان والز يشعر بشغف خاص تجاه شيء ما، كان يفتح عينيه على اتساعهما وهو ما كشف عن شدة عاطفته في تلك اللحظة.
وظهر ذلك عند الحديث حول الإجهاض وهذه الحركة للوجه هي ديناميكية وحاسمة تجذب انتباه المشاهد وأعطت لوالز وزنا إضافيا لمشاعره ونجحت في جذب الانتباه.
إشارة فانس لقلبه
خلال الحديث عن الإجهاض، فعل فانس شيئاً مذهلا حيث وضع يده على قلبه ونقر على صدره، ولأن القلوب تحمل أهمية كبيرة بالنسبة للبشر، فإن وضع اليد على القلب ينقل مشاعر عميقة وصادقة.
وبدا ذلك لفتة قوية لدرجة أنها تُدرَّس غالبًا في الخطابة العامة، ومع ذلك فهي تشكل خطرًا إذا بدت مفتعلة لأن الظهور بمظهر عير صادق أسوأ من عدم القيام بأي شيء على الإطلاق.
وقال نافارو إنه لا يستطيع أن يجزم ما إذا كان فانس صادقًا أم لا، لكنه أكد أن هذه الحركة كانت تهدف إلى توصيل مشاعر صادقة.
جبهة والز تكشف اعتراضه
منذ ولادتنا، نعبر عن مشاعرنا السلبية من خلال تجعيد الجبهة، وخلال المناظرة قدم والز مثالا على ذلك.
فأثناء النقاش حول الديمقراطية، كانت فانس يتحدث عندما عبس والز وجعد جبهته بقوة قبل أن يعقد حاجبيه في توتر.
وكانت هذه طريقة والز في الاعتراض على ما قاله فانس وكأنه قال رغم صمته "لا، هذا ليس صحيحًا، وسأتحداك بشأن هذا".
عبوس بسيط لفانس
عندما تحدث والز عن مشروع 2025، أظهر فانس علامة صغيرة تحمل رسالة كبيرة حيث قام بتضييق طفيف للعينين وعبوس صغير.
ومن الواضح أن هذا الموضوع كان مؤلمًا، فعندما نسمع شيئًا لا نسعد به أو نشعر بعدم الارتياح تجاهه، تومض المشاعر السلبية على الوجه بهذه الطريقة التي يجب تجنبها خلال المناظرات والمفاوضات لأنها تفضح نقاط الضعف.
"الاستسلام" المهذب للغرب الأوسط
يشترك فانس ووالز في شيء واحد على الأقل، وهي الخطوة التي يُطلق عليها "الاستسلام" أو ما يعني ببساطة أن تُظهر الاحترام لشخص ما من خلال التنازل عن وقتك والسماح له بالتحدث.
ويمكن الإشارة للطرف الآخر أن دوره قد حان للتحدث من خلال تأطير الجسد تجاهه أو إمالة الرأس.
وكانت هذه الطريقة للتواصل اللفظي بين فانس ووالز تمثل تناقضا مع المناظرات الرئاسية لكنها ربما تعكس ما يعرف بـ"أدب الغرب الأوسط" الشهير فلكل منهما جذور في المنطقة.