حرب غزة تستنزف طبقة الأوزون.. خبير بيئي يكشف سر العلاقة الطردية (خاص)
شكّل اندلاع الحرب بين حركة حماس وإسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، قلقاً في مختلف المجالات الاقتصادية والبيئية والسياسية، حول إلحاقها أضرارًا عالمية واسعة على كافة الأصعدة.
سيما أن التأثيرات التي ستتركها الحرب على المجالات المختلفة عامة، والبيئية تحديدا ستكون كارثية، ويتبعها عقبات مفاجئة.
وفي هذا السياق، أكد الخبير البيئي نادي محمود، الخبير في مجالات التغيرات المناخية والبيئة والباحث بجامعة بون الألمانية، أن الصراع المستمر في قطاع غزة يؤدي إلى تفاقم الظروف المعيشية نتيجة إتلاف البنية التحتية وتعطيل الخدمات الأساسية، مما يقلل بدوره من قدرة السكان على الصمود أمام التأثيرات المناخية.
أزمة معقدة
وقال الخبير البيئي نادي محمود، في تصريح خاص لـ "العين الإخبارية" إن قطاع غزة يشكل مثالاً صارخاً في مواجهة أزمة معقدة من منظور إنساني وبيئي وصحي ومناخي بسبب الحروب المتكررة التي شهدها في السنوات الأخيرة.
وفند الخبير في مجالات التغيرات المناخية والبيئة أسباب تفاقم أزمة المناخ نتيجة استمرار الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، وقال إن الصواريخ المستخدمة تنبعث منها غازات دفيئة ومواد كيميائية مثل الألومينا، وتدخل طبقة الستراتوسفير، وبمرور الوقت يمكن أن تتراكم وربما تستنزف طبقة الأوزون.
وأكد على أن القصف المستمر لغزة أدى إلى تراكم طبقة سميكة من الغبار في الهواء، الأمر الذي لا يشكل خطراً على الصحة فحسب، بل سيؤثر أيضاً على المحاصيل والمسطحات المائية.
تراكم النفايات
ودلل الخبير البيئي نادي محمود، على حديثه بما جاء في برنامج الأمم المتحدة للبيئة في عام 2020، والذي جاء مفاده كالتالي: أن"47% من جميع النفايات، بما في ذلك النفايات الخطرة، يتم التخلص منها في مواقع نفايات غير صحية".
سيما وأن برنامج الأمم المتحدة للبيئة شدد على أنه "إذا تركت قضايا إدارة النفايات دون معالجة، فإنها يمكن أن تشكل مخاطر بيئية، وتؤثر بشكل خطير على صحة الفلسطينيين".
وأكد الخبير البيئي أن الحصار الإسرائيلي يمنع تطوير البنى التحتية والمياه والطاقة الكهربائية، وتراكم النفايات الصلبة في فلسطين.
وكانت PENGON-FoE فلسطين، أفادت بأن حوالي 40 مليون متر مكعب من المياه العادمة يتم تصريفها بواسطة المستوطنات في الوديان والأراضي الزراعية الفلسطينية سنويًا.
ويؤدي عدم إدارة مياه الصرف الصحي إلى مشاكل صحية مرتبطة بالاتصال المباشر بالمياه الملوثة وتلوث البيئة المحيطة، حسبما ذكر نادي محمود.
تلوث بحري
وأكد على أن استهداف إسرائيل لمراكز الصرف الصحي ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي، أدى إلى إجبار بلديات غزة على تصريف مياه الصرف الصحي دون معالجتها إلى البحر، لافتا إلى أن التلوث البحري وصل إلى 85%.
وأفادت الأونروا في 17 تشرين الأول/أكتوبر، مؤكده فيه أن "المياه تظل قضية رئيسية، حيث سيبدأ الناس يموتون بدون ماء، وترتفع المخاوف بشأن الجفاف والأمراض المنقولة بالمياه نظراً لانهيار خدمات المياه والصرف الصحي، بما في ذلك إغلاق آخر محطة لتحلية مياه البحر عاملة في غزة اليوم".
معاناة غزة البيئية
ويؤكد الخبير البيئي نادي محمود، أن معاناة غزة البيئية مرصودة من عام 2017، استنادا إلى ما ذكرته منظمة أوكسفام، والتي أشارت إلى أن الحصار الإسرائيلي على غزة يحد بشدة من دخول المواد، مما يجعل من الصعب للغاية تطوير البنية التحتية للمياه والصرف الصحي لتلبية احتياجات العدد المتزايد من السكان.
وتعاني غزة من مشاكل بيئية جمة، سيما وأنها تواجه منذ عام 2019 أن 96% من المياه الجوفية في غزة كانت "غير صالحة للاستهلاك البشري" في حين أن عُشر سكان غزة فقط يتمتعون "بالوصول المباشر إلى المياه الصالحة للشرب"، حسبما أفادت اليونيسف.
وفي هذا الصدد، شددت اليونيسيف على أن 1.8 مليون من سكان الإقليم نصفهم من الأطفال، يحتاجون إلى "شكل من أشكال المساعدة الإنسانية في مجال المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية".
aXA6IDE4LjE4OS4xODYuMjQ3IA== جزيرة ام اند امز