هناك حروب يمكن اعتبارها حروب المغامرات القائمة على النزاعات الاستعمارية والمطامع الشريرة، وهناك بالمقابل ما يعرف بحروب الضرورة
هل هناك حرب قريبة في المنطقة؟
هل ثروات الغاز تعيد الحروب البحرية التي كانت تسعى للسيطرة على التجارة والأراضي والمواقع الاستراتيجية الحاكمة؟
هل الجنون التركي، والتمدد الإيراني، والجبروت الإسرائيلي، والانكفاء الأوروبي، والانشغال الصيني والروسي، والارتباك الأمريكي، تجعل مناخ المنطقة الأفضل والأنسب لحدوث حرب؟
وإذا تمت الحرب، وهي كره لا يسعى إليه إنسان، هل تكون حرباً خاطفة، حرباً محدودة، حرباً طويلة الأمد، حرباً بلا نهاية؟
وإذا وقعت الحرب -لا قدر الله- فهل تنحصر إقليميا، أم تتوسع كي تشارك فيها قوى دولية؟
حرب الضرورة هي حرب الحفاظ على السيادة والكرامة الوطنية، والممرات الاستراتيجية والثروات الوطنية.
حرب الضرورة حينما يكون العدو شريرا وأحمق، يعيش في عالم افتراضي غير عابئ بسيادة الآخرين، غير مكترث بالقوانين الدولية.
إليكم بعض الإجابات المتصورة:
موقع الحرب يبدأ من ليبيا من الساحل إلى الحدود الغربية لمصر.
مدة الحرب تعتمد على نوعية القتال: ضربات خاطفة، حرب محدودة، أم حرب شاملة.
أطراف الحرب تبدأ محلية: قوات المشير حفتر مقابل مليشيات الطغاة، القوى الداعمة: مصر والإمارات واليونان وقبرص من ناحية، وتركيا وقطر ومليشيات الإخوان والنصرة وداعش من ناحية أخرى.
الدخول الدولي يبدأ من مصالح شركات البترول في ليبيا: «إيني» (إيطاليا)، «توتال» (فرنسا)، «نوفانيك» (روسيا) وشركات قطر وتركيا للتنقيب عن النفط والغاز.
ويقول الفيلدمارشال البريطاني مونتيجمري: «إن الجنرالات يعرفون كيف ومتى تبدأ الحروب لكنهم لا يعرفون كيف ومتى تنتهي».
هناك حروب يمكن اعتبارها حروب المغامرات القائمة على النزاعات الاستعمارية والمطامع الشريرة، وهناك بالمقابل ما يعرف بحروب الضرورة.
حرب الضرورة، هي تلك الحرب التي تدخلها الجيوش مرغمة دون خيار؛ كي تمنع اعتداء أو تردع عدوا أو تحمي حدوداً، أو تحافظ على ثروات ومواقع وأهداف استراتيجية لا غنى عنها، ولا تفريط فيها، ولا يمكن التفاوض حولها.
حرب الضرورة هي حرب الحفاظ على السيادة والكرامة الوطنية، والممرات الاستراتيجية والثروات الوطنية.
حرب الضرورة حينما يكون العدو شريراً وأحمق، يعيش في عالم افتراضي، غير عابئ بسيادة الآخرين، غير مكترث بالقوانين الدولية.
خير نموذج «لحرب الضرورة» الآن هو التهديد الشرير الأحمق الذي يمثله «أردوغان» لمصالح مصر في ليبيا والمتوسط.
حرب الضرورة تقع حينما لا يكون هناك مجال للتعقل مع العدو، ولا أمل في حوار، ولا إمكانية للأخذ والرد، ولا سبيل للتفاوض.
حرب الضرورة حينما يكون عدوك هدفه هو الحرب ذاتها بمعنى «الحرب للحرب» ولا شيء يرضيه ولا يوقفه عنها.
حرب الضرورة يلجأ إليها العقلاء حينما تستنفد كل سبل التعقل مع الآخر، وحتى لا يفهم العدو أن تعقلنا هو ضعف أو تخاذل أو قبول بشروطه المذلة.
حرب الضرورة هي حرب الدفاع عن الأرض والعرض والشرف والسيادة وبقاء الدولة الوطنية.
«حرب الضرورة»، هي قتال كُتب علينا يتعين علينا أن نخوضه مهما كان الثمن.
«وما النصر إلا من عند الله» صدق الله العظيم.
نقلاً عن "الوطن المصرية"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة