رقم صادم.. الاحترار يقفز أكثر من ربع درجة مئوية كل عقد (حوار)
أكد مدير مركز بريستلي لمستقبل المناخ بجامعة ليدزي في حوار لـ"العين الإخبارية" تفاقم الاحترار العالمي بمعدل غير مسبوق، وصل إلى 0.26 درجة مئوية كل عقد.
مؤخرا اجتمعت مجموعة بحثية مؤلفة من نحو 50 عالمًا حول العالم بقيادة الدكتور "بيرس فورستر"، لتتبع الاحترار العالمي؛ خاصة بعد تفاقمه خلال السنوات الماضية بصورة ملحوظة، في محاولة لإعطاء تقرير سنوي بحالة الاحترار.
وبالفعل أسفر الاجتماع عن إصدار التقرير السنوي الثاني لمؤشرات تغير المناخ العالمي في 5 يونيو/حزيران 2024، ونُشر في دورية "إيرث سيستم ساينس داتا" (Earth System Science Data). والذي أشار إلى أنّ عام 2023 كان الأعلى في درجات الحرارة، وأنّ الاحترار يتزايد بمعدل يبلغ 0.26 درجة مئوية كل عقد، وهذا معدل غير مسبوق.
تواصلت العين الإخبارية مع الدكتور "بيرس فورستر"، مدير مركز بريستلي لمستقبل المناخ بجامعة ليدز، والمؤلف الرئيسي للتقرير، في حوار خاص.
إليكم نص الحوار..
1- ما الذي دفع 50 عالمًا حول العالم للعمل على التقرير السنوي لمؤشر تغير المناخ العالمي؟
أردنا أن يكون لدى الحكومات، وخاصة مفاوضي الأمم المتحدة المعنيين بالمناخ، معلومات مناخية متسقة وحديثة حول مدى ارتباط ظاهرة الاحتباس الحراري بأهداف اتفاق باريس، وخاصةً لتحديد تغير المناخ الناجم عن الأفعال البشرية.
2- ما أبرز نقطة في هذا التقرير؟
في عام 2023، وصل الاحترار الناجم عن النشاط البشري إلى 1.31 درجة مئوية فوق مستوى ما قبل الصناعة. ويتزايد هذا بمعدل غير مسبوق يبلغ 0.26 درجة مئوية كل عقد.
3- أشار التقرير إلى أن ظاهرة الاحتباس الحراري تتفاقم أكثر من ذي قبل، خاصة في عام 2023.. لماذا ذلك العام بالذات؟
لقد وجدنا أن مستوى الاحترار في عام 2023 كان 1.43 درجة مئوية، وأكثر من 90% منه، 1.31 درجة مئوية، كان سببه النشاط البشري، وظاهرة النينيو وغيرها من تقلبات الرياح الطبيعية التي أضافت إلى الاحترار الناجم عن الإنسان في عام 2023. تضيف التأثيرات احترارًا إضافيًا في بعض السنوات وتبريدًا إضافيًا في سنوات أخرى، بالإضافة إلى الاتجاه طويل المدى الناجم عن النشاط البشري، لذا فإن الأسباب الطبيعية لارتفاع درجة حرارة الأرض تصل إلى الصفر.
4- ما دور ثاني أكسيد الكبريت في التبريد بالرغم من كونه أحد الغازات الدفيئة؟ وما هي القطاعات التي تنتج معظم الغازات الدفيئة؟
ساهم الوقود الأحفوري بنسبة 70% من انبعاثات الغازات الدفيئة خلال السنوات العشر الماضية. تعمل انبعاثات الكبريت في الواقع على تبريد المناخ، لكن هذه الانبعاثات تتناقص بسبب حرق الفحم الأقل والسفن النظيفة. تعتبر هذه التغييرات الكبريتية مهمة لجودة الهواء ولكنها تضيف القليل إلى ظاهرة الاحتباس الحراري.
5- وجد التقرير أن متوسط درجات الحرارة ترتفع بمقدار 0.26 درجة مئوية كل عقد؛ ما هي توقعاتك لمستقبل هدف 1.5 درجة مئوية؟ هل ما زال هناك أمل؟
من المرجح أن نتجاوز 1.5 درجة مئوية من الاحتباس الحراري العالمي في ثلاثينيات القرن الحالي، لكن أفعالنا يمكن أن تحدد مقدار ذلك. ولا يزال الحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.6 أو 1.7 درجة مئوية أمرًا ممكنًا للغاية. نستطيع أن نخفض معدل الاحتباس الحراري العالمي هذا العقد إلى النصف إذا تحولنا من طاقة الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة المتجددة وأوقفنا تسرب غاز الميثان الناتج عن إنتاج الوقود الأحفوري.
aXA6IDE4LjExNi4yNC4xMTEg جزيرة ام اند امز