علماء يكشفون سر ارتفاع منسوب البحيرات
ذوبان الأنهر الجليدية في العالم خلّف بين العامين 1994 و2017 أكثر من 6,5 مليار طن من المياه.. ما خطورة ذلك على الطبيعة؟
ارتفع منسوب البحيرات التي تشكلت إثر ذوبان الأنهر الجليدية في العالم بنسبة 50 % في خلال 30 سنة، بحسب دراسة جديدة تستند إلى بيانات أقمار اصطناعية.
وقال دان سهوجار، وهو عالم في مورفولوجيا الأرض وأستاذ مشارك في جامعة كالجاري أشرف على هذه الأبحاث، "كنا نعلم أن المياه التي تذوب لا تصبّ كلها مباشرة في المحيطات، لكن لم يكن لدينا بيانات لتقدير الكمية المخزنة في البحيرات أو تحت الأرض".
ومن شأن خلاصات هذه الدراسة التي نشرت في مجلة "نيتشر كلايمت تشينج" أن تساعد العلماء والحكومات في رصد المخاطر المحتملة التي قد تحدق بسكان المناطق المحيطة بهذه البحيرات التي غالبا ما تكون غير مستقرة، بحسب ما أوضح العالم في بيان.
وهي ستحسّن أيضا دقّة التقديرات المتعلقة بارتفاع مستوى البحار بفضل فهم أعمق لكيفية وصول المياه الناجمة عن ذوبان الأنهر الجليدية إلى البحر ولمدى سرعة هذه العملية.
وبين العامين 1994 و2017، خلّف ذوبان الأنهر الجليدية في العالم، لا سيما تلك الواقعة في المناطق الجبلية المرتفعة، 6,5 مليار طن من المياه، وفق أبحاث سابقة.
وقال أندرز ليفرمان، المتخصص في التغير المناخي في معهد بوتسدام لتأثيرات التغير المناخي، في تصريحات لوكالة فرانس برس إن "35 % من ظاهرة ارتفاع مستوى البحار في السنوات المئة الأخيرة ناجمة عن ذوبان الأنهر الجليدية".
والعاملان الآخران وراء هذه الظاهرة هما الصفائح الجليدية وتمدّد المحيطات إثر احترارها.
ارتفع معدل حرارة سطح الأرض بدرجة مئوية واحدة منذ العصر ما قبل الصناعي، لكن ازدياد الحرارة كان أشدّ بمرتين في المناطق الجبلية المرتفعة في العالم، ما سرّع ذوبان الأنهر الجليدية.
وعندما تتفجر هذه الأنهر القائمة على جليد ورواسب تفيض مياهها. وقد أدت هذه الظاهرة إلى مقتل مئات الأشخاص في القرن الأخير وتدمير بلدات وبنى تحتية، فضلا عن القضاء على المواشي، وفق هذه الدراسة.
وسجّلت آخر كارثة من هذا النوع في وادي هنزه في باكستان في أيار/مايو.