إيران المأزومة داخلياً لن تصبح أكثر اعتدالاً كما يعتقد البعض، بل سوف تتحكم فيها «عقلية التاجر الإيراني» الذي سوف يزيد من أزمات المنطقة
عادة أنا من أنصار التفكير الإيجابى، وأؤمن إيماناً خالصاً بأنه لا توجد مشكلة مستعصية على الحل، وأن التفكير الإبداعي قادر على التصدي لكل العقد والتحديات.
قراءتي للأحداث المتسارعة في العام الأخير، وخاصة في الأسابيع القليلة الماضية، أستطيع -آسفاً- أن أقول إن عام 2019 سيكون عاماً شديد الصعوبة علينا، نحن أمة العرب
لكنني، وبعد نظرة متفحصة، وعلى قدر فهمي المحدود، وقراءتي للأحداث المتسارعة في العام الأخير، وخاصة في الأسابيع القليلة الماضية، أستطيع -آسفاً- أن أقول إن عام 2019 سيكون عاماً شديد الصعوبة علينا، نحن أمة العرب، وذلك للأسباب التالية:
1- في مطلع يناير ستكون الولايات المتحدة قد بدأت لعبة الاستعداد للانتخابات الرئاسية التي يبدأ فيها الجميع في ابتزاز الجميع.
2- سوف يصعد الدور التركي في المنطقة على حساب دور إيران التي سوف تدفع ثمن الحصار الكامل، بدءاً من 2 نوفمبر المقبل، وعلى حساب السعودية التي ستعاني من محاولات الابتزاز لمرحلة ما بعد خاشقجي، والأمريكان الذين سوف ينشغلون في شؤونهم الداخلية، وإسرائيل التي سيعاني رئيس حكومتها من فضائح فساد تكاد تطيح به وبزوجته.
3- إيران المأزومة داخلياً لن تصبح أكثر اعتدالاً كما يعتقد البعض، بل سوف تتحكم فيها «عقلية التاجر الإيراني» الذي سوف يزيد من أزمات المنطقة، حتى تتوفر لديها أوراق مقايضة أكبر وأخطر عند محطة «التفاوض على الثمن».
4- سوف يتعمق دور الحرس الثوري الإيراني أكثر في المنطقة، وقد يظهر بشكل أكثر قوة وغلبة في حرب اليمن.
5- سوف تضغط المأساة الإنسانية على 12 مليون لاجئ ونازح يمني في الداخل على العالم، وتدفع للتسارع للبحث عن أي حل بأي ثمن، بما فيه التغاضي عن الوجود الإيراني عبر العميل الحوثي.
وقد يصل الأمر إلى دفع الحرس الثوري الحوثيين لتلغيم المضايق الاستراتيجية وميناء عدن.
6- سوف تتعرض اقتصادات 7 دول على الأقل لضغوط شديدة بسبب ضعف الأداء الاقتصادي، زيادة فاتورة الواردات للسلع الأساسية، ضعف الصادرات، انخفاض السياحة، هروب الاستثمار المباشر من المنطقة بسبب القلق من حالة عدم الاستقرار الإقليمي.
7- سوف تكون هناك إشكالات كبرى فى موعد وجدول الأعمال والقبول بنوعية المشاركين في قمة التحالف الاستراتيجي مع الولايات المتحدة المزمع عقدها يناير المقبل في واشنطن.
8- سوف تستمر موسكو في تصعيد مكانتها الإقليمية، لكنها لن تتمكن من إيجاد حل حقيقي للأزمة السياسية في سوريا.
9- سوف يدخل رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي في لحظة صراع بين علاقته مع طهران والغطاء الأمريكي له، وسوف يواجه سعد الحريري أيضاً موقف صراع بين أنصار سوريا في لبنان وخصومها، عقب صدور أحكام المحكمة الخاصة بملف الشهيد رفيق الحريري.
10- سوف تستمر إسرائيل في ضرباتها الإجهاضية في الجولان وسوريا وغزة، وقد ينفلت الأمر بالذات على جبهة جنوب لبنان، مما ينذر بتصعيد عسكري مخيف.
هذا ما أراه من مخاطر.. ويا رب، يا رب، يا رب، أكون مخطئاً.
نقلا عن "الوطن المصرية"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة