تحذير علمي: القشرة الأرضية في جنوب الأناضول تتهيأ لزلزال كبير
كشف فريق بحثي تركي عن مؤشرات جيولوجية جديدة تشير إلى أن جنوب الأناضول، وخاصة منطقة كهرمان مرعش، قد يكون في طريقه لزلزال قوي آخر.
جاءت هذا التحذير في دراسة تنشرها دورية "جورنال أوف أفريكن إرث ساينسز" في يناير/كانون الثاني المقبل، وحصلت "العين الإخبارية" على نسخة منها.

وخلال الدراسة أجرى الباحثون من قسم الجيوفيزياء بكلية الهندسة جامعة فان يوزونكو ييل بتركيا، تحليل تفصيلي لبيانات زلزالية ضخمة جُمعت من المنطقة التي شهدت زلازل فبراير/شباط 2023 المدمرة، وقاموا برسم نموذج ثلاثي الأبعاد لبنية القشرة الأرضية في المنطقة.
وأظهرت النتائج وجود مناطق ضعيفة في الصخور وسرعات منخفضة للموجات الزلزالية، وهي علامات ترتبط عادة بتراكم الإجهاد الذي يسبق وقوع زلازل قوية.
كما رصد العلماء انخفاضاً واضحاً في قيمة المعامل "بي" الذي يقيس العلاقة بين عدد الزلازل الصغيرة والكبيرة، والمعروف بـ"b-value" وهي قيمة تُستخدم لقياس مستوى الضغط داخل القشرة الأرضية؛ وعندما تنخفض، فهذا يعني أن الصخور تختزن طاقة كبيرة يمكن أن تتحرر في أي وقت على هيئة زلزال قوي.
وتُظهر البيانات أيضاً ارتفاعاً في نسبة سرعة الموجات الأولية إلى الثانوية أو ما يعرف بـ"Vp/Vs"، وهو مؤشر آخر على احتمالية وجود سوائل أو مواد ضعيفة داخل الصخور، ما يجعل المنطقة أكثر قابلية للانكسار أثناء حدوث الزلازل.
وأكدت الدراسة أن هذه المؤشرات الجيولوجية تمتد إلى أعماق تصل إلى 45 كيلومتراً، مما يجعل النتائج موثوقة وقابلة للاستخدام في تقييم مخاطر المنطقة.

ويحذر الباحثون من أن هذه العلامات لا تعني القدرة على تحديد موعد الزلزال، لكنها تشير بوضوح إلى أن الظروف مهيأة في جنوب الأناضول لوقوع هزة كبيرة جديدة، مما يستدعي تعزيز إجراءات السلامة والجاهزية المجتمعية في المناطق القريبة من فالق شرق الأناضول.
وتؤكد الدراسة أن فهم هذه المؤشرات يساعد على تقليل الخسائر البشرية والمادية إذا وقع زلزال آخر في المستقبل.