الحمل المتقارب.. 10 مخاطر تهدد صحة الأم وطفلها
الصحة العالمية قدرت عدد وفيات مضاعفات الحمل والولادة بـ830 حالة يوميا حول العالم وتحدثت عن وفاة 303 ألف سيدة للسبب ذاته عام 2015
الأمومة حلم كل فتاة منذ الصغر وتسعى لتحقيقه في أقرب فرصة، لكن كثيرات لا يعلمن أن الحمل له واجباته الصحية والنفسية، ويحيط به مخاطر عدة خاصة حال تكراره في فترات متقاربة، لذا من الضروري إتاحة الوقت بين كل ولادة وأخرى ومراعاة مجموعة من الظروف قبل اتخاذ قرار الحمل ثانية.
وقدرت منظمة الصحة العالمية عدد الوفيات جراء مضاعفات الحمل والولادة بنحو 830 حالة في جميع أنحاء العالم يوميا، مشيرة إلى أن التقديرات تحدثت عن وفاة نحو 303 ألف سيدة أثناء الحمل والولادة في عام 2015.
تضرر الطفل
الدكتور عمرو حسن، أستاذ مساعد النساء والتوليد والعقم بكلية طب قصر العيني في مصر، حذر من خطورة الحمل المتكرر والمتقارب، مشددا على ضرورة مرور من 3 إلى 5 سنوات بين كل ولادة وأخرى للحفاظ على صحة الأم.
وقال حسن لـ"العين الإخبارية" إن السيدة التي تحمل وتلد باستمرار وبشكل متقارب تظلم وتضر بـ4 أشخاص، أولهم المولود الذي سيحرم من الرضاعة الطبيعية في وقت مبكر ما يؤثر على تغذيته ونشأته، ويهدده بالإصابة بمشاكل التقزم والأنيميا ونقص الفيتامينات.
وأضاف: "الشخص الثاني الذي تظلمه نفسها وجسمها، لأن الحمل رحلة مهلكة تسحب من رصيد جسد المرأة من فيتامينات ومعادن وحديد وما إلى ذلك، وبعد الولادة تحتاج إلى إعادة شحن جسدها بالفيتامينات والحديد فإذا حدث حمل ثان يكون الجسد مرهق ومتعب".
وحذر مقرر المجلس القومي للسكان السابق من خطورة الحمل المتكررة على المرأة، قائلا: "يجعلها تشيخ مبكرا ويسحب من مخزون الفيتامينات بالجسد ويؤدي إلى نقص الكالسيوم وفيتامين د وبالتالي هشاشة العظام، وأيضا نقص الحديد وبالتالي إصابتها بالأنيميا".
وتابع: "الشخص الثالث الذي تظلمه الأم بالحمل المتقارب هو الجنين، كون جسدها في حالة إجهاد وبالتالي هذا الطفل أكثر عرضة للولادة المبكرة أو ولادته بحجم صغير. وأخيرا تظلم الزوج الذي يعاني من تقصيرها لانشغالها بطفلها الوليد وجنينها".
وذكر الطببيب المختص أن كل الدراسات أثبتت أن اهتمام الأم بوليدها هو العامل المتحكم في ذكاء الطفل خاصة خلال أول 1000 يوم من حياته، مضيفا: "من المهم تركيز الأم مع طفلها في أول 3 سنوات من عمره والحديث معه واكتشاف مواهبه وتنميتها، لأن هذا ما سيتحكم مستقبلا في نموه العقلي ومستوى ذكائه".
وقال: "في النهاية الاهتمام بالتباعد بين ولادة طفل وآخر مهم حتى يحصل كل منهما على حقه في الرعاية النفسية والبدنية والاجتماعية والتعليم والتغذية وما إلى ذلك".
وأوضح أن لا حد يملي على الزوجين متى يقرران الإنجاب، فالأمر يخضع لهما، لكن لا بد أن يأخذا في الاعتبار استعدادهما نفسيا وجسديا وماديا ليأخذ كل فرد في الأسرة حقه على كل الأصعدة، مشيرا إلى أن وسائل منع الحمل وتنظيم الأسرة أمنة لكن من الضروري استششارة طبيب لوصف الأنسب لكل حالة.
مخاطر صحية
وأجمع أطباء النساء والولادة على مخاطر الإنجاب المتكرر النفسية والجسدية على صحة الأم، وما يترتب عليه من تأثير على صحة الطفل ورعايته وتربيته، ومن أشد الأضرار الصحية وضوحا إصابة المرأة بعدد من الأمراض سواء على المدى القريب أو البعيد منها:
- هشاشة العظام نتيجة نقص نسبة الكالسيوم وفيتامين د.
- آلام في الظهر والحوض للسبب السابق ذاته.
- الضعف العام والإصابة بالأنيميا.
- أمراض تناسلية مثل سقوط الرحم والتهابات عنق الرحم.
- نزيف وتسمم الحمل.
- حمى النفاس.
أضرار الحمل المتكرر لا تقتصر على الأم فقط، بل تمتد لتوثر على صحة المولود، ومنها:
- إنجاب طفل ضعيف أو ناقص الوزن.
- ولادة صغير مصاب بالأمراض
- قد يتعرض الطفل للمخاطر أثناء الولادة فيما يعرف بـ"الحمل المتعسر".
- تقارب فترات الولادة يحرم الصغار من الاهتمام العاطفي وأخذ القسط الوفير من الرعاية والاهتمام والحنان.