ما بين التحذير والطمأنة.. الـ5G تثير جدلا صحيا
مع وصول شبكة الجيل الخامس إلى عدد من البلدان حول العالم، طرح خبراء الصحة تساؤلات حول سلامة الموجات التي يعتمد عليها إرسال الـ5G.
تتطور شبكات الإنترنت والاتصالات في العالم بتسارع متطرد تماشياً مع ازدياد الاعتماد عليها في شؤون الحياة اليومية والمعاملات الحكومية والتعاملات التجارية، إذ أصبح الإنسان يغوص في بحر من موجات ترددية غير مرئية تنقل رسائله وتستقبلها.
ومع وصول شبكة الجيل الخامس 5G إلى عدد من البلدان حول العالم، طرح خبراء الصحة تساؤلات حول سلامة الموجات التي يعتمد عليها إرسال الـ5G، فزيادة الإشعاع حملت مخاوف كبيرة وتحذيرات من مضار صحية كبيرة قد تسببها الإشعاعات الكهرومغناطيسية الذي تستخدمها جميع شبكات إرسال الهواتف المحمولة، كالتسبب في أنواع معينة من السرطان.
أجهزة إرسال أكثر
أوضح الخبراء أن شبكة الـ5G ذات ترددات أعلى، ما يسمح لعدد أكبر من الهواتف المحمولة بالولوج إلى الشبكة في الوقت نفسه وبسرعة أعلى، إلا أنها تنتقل عبر مسافات أقصر، وبسبب ذلك تتطلب عدداً أكبر من أجهزة الإرسال ضمن نطاق محدد، مما يثير مخاوف بشأن التعرض لتلك الإشعاعات.
ووفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، فإن قلق المستخدمين بشأن الهوائيات قد يقل إذا ما علموا أن زيادة عدد الهوائيات المستخدمة لنقل الإشارات لن يزيد مع تعرضهم للإشعاع، حيث سيعمل كل هوائي بمستوى طاقة أقل من أجهزة إرسال الـ4G.
وأشارت إرشادات حكومة المملكة المتحدة بشأن محطات الهاتف المحمول إلى أن مجالات الترددات الراديوية في الأماكن التي يمكن للمستخدمين والعامة الوصول إليها عادة تكون أقل بكثير من المستويات الإرشادية.
وقال الدكتور فرانك دي فوشت، المستشار الحكومي بشأن سلامة استخدام الهواتف المحمولة: "على الرغم من أن بعض الأبحاث تشير إلى احتمال زيادة مخاطر الإصابة بالسرطان بالنسبة لاستخدام الهواتف بشكل مكثف، فإن الأدلة حتى الآن على وجود علاقة سببية ليست مقنعة بما فيه الكفاية للإعلان عن الحاجة إلى عمل احترازي".
أقوال متضاربة
يطالب مجموعة من العلماء والأطباء في أوروبا بوقف استخدام الـ5G، رغم إعلان منظمة الصحة العالمية عام 2014 أنه لا دليل حتى اليوم على أن استخدام الهواتف المحمولة يسبب السرطان.
وقد صنفت "الصحة العالمية" والوكالة الدولية لبحوث السرطان إشعاعات التردد اللاسلكي، التي تستخدمها الهواتف المحمولة على أنها عنصر "مسبب للسرطان“، وذلك بعد التوصل لأدلة تضع الإشعاعات والكحول واللحوم المعالجة في نفس مستوى الخطورة فيما يتعلق بالتسبب بالسرطان.
وفي بحث أجرته وزارة الصحة الأمريكية عام 2018، توصل العلماء إلى أن تعرض ذكور الفئران لإشعاعات راديوية لمدة 9 ساعات يوميا لمدة عامين تسببت في إصابتها بورم سرطاني في القلب، إلا أن أحد الباحثين المشاركين أكد أنه لا يمكن أن يبلغ مقدار تعرض البشر للإشعاعات نفس تعرض الفئران في الدراسة لها.