وافقت عليه كل حكومات العراق ولم ينفذ.. المشروع الحلم "حبيس الأدراج"
عاد مشروع خط أنابيب البصرة- العقبة العراقي مجددا إلى حبسة أدراج المكاتب ومتاهات الروتين الحكومي، برغم الأمل الذي تجدد في تنفيذه.
والمشروع هو عبارة عن أنبوب نفط عراقي أردني يستهدف نقل النفط الخام المُستخرج من حقول البصرة الواقعة جنوب العراق إلى مدينة العقبة في جنوب الأردن.
- ميناء الفاو الكبير.. حلم العراق المؤجل يدخل نطاق الواقع
- "دايو" تحسم المنافسة على صفقة ميناء الفاو العراقي
وقد جرى اقتراح المشروع لأول مرة في ثمانينيات القرن الماضي وقد وافقت عليه كل الحكومات المتعاقبة على إدارة العراق منذ 2003، لكنه لم ير النور أبدا.
حبسة الأدراج
واليوم، أعلنت وزارة النفط العراقية ترحيل مشروع خط أنابيب البصرة-العقبة، إلى الحكومة المقبلة للمصادقة عليه وتنفيذه.
وأكد المتحدث باسم وزارة النفط عاصم جهاد، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء العراقية، أن الحكومة الحالية لم تصادق على المشروع حتى الآن.
وقال: "حتى الآن لم يجر أي اتفاق ولم تتم إحالة العقد"، لافتا إلى أنه "سيتم ترحيله للحكومة المقبلة لدراسة المشروع مع الجهات المختصة".
وفيما لفت إلى أن "المشروع لم يصادق عليه حتى الآن ولم تتم إحالته إلى أي جهة"، شدد على أن وزارته "تحرص على حماية الثروة وإدارتها، وأنها تنفيذية تلتزم بالبرنامج الحكومي المصادق عليه من قبل الحكومة ومجلس النواب".
ما هو مشروع خط أنابيب البصرة؟
وعن طبيعة المشروع، قال المتحدث باسم وزارة النفط العراقية: "المشروع عبارة عن مرحلتين، الأولى من البصرة إلى حديثة وهي مجموعة أنابيب تنقل النفط العراقي إلى المصافي العراقية وإلى محطات الطاقة الكهربائية".
ولفت إلى أن "الجزء الثاني من المشروع يبدأ من حديثة إلى أن ينتهي في ميناء العقبة الأردني لتصدير النفط إلى باقي العالم، وينقل نفطا بحدود 200 ألف برميل يوميا وهذه الفكرة الأولية للمشروع".
ونظريا، يمتد هذا الأنبوب مسافة مقدارها 1700 كم وكان من المفترض الانتهاء من تنفيذ المشروع في عام 2017، وتقدر تكلفته بنحو 8 مليارات دولار.
حوافز جديدة
ومن جانبه، قال مدير الدائرة الاقتصادية بوزارة النفط العراقية هشام ياس، خلال المؤتمر الصحفي، "نتوقع انقطاع أو تقليل الكميات المصدرة من النفط والغاز من روسيا إلى أوروبا ما يحفزنا لأن نكون قريبين أكثر لأوروبا.
وأضاف ياس أن الظروف السياسية في العالم والتوتر بين الولايات المتحدة وإيران كانت تحفز أكثر بفكرة تنفيذ مشروع خط أنابيب البصرة-العقبة، مؤكدًا أنه يضيف مرونة للقطاعات النفطية في العراق ككل، ويعزز الطاقات التصديرية للبلاد.
وبدوره، أعلن مدير المشاريع بوزارة النفط العراقية شاكر محمود أنه تم تعديل ورسم خارطة للمشروع في اجتماع مجلس الوزراء بتاريخ 5 أبريل/نيسان الجاري، مشيرا إلى أن كلفة المشروع لا تتجاوز 8 مليارات ونصف المليار دولار.
حلم الثمانينيات
وكانت وزارة النفط العراقية ذكرت في إيضاح أصدرته في 19 يناير/كانون الثاني الماضي أن مشروع خط أنابيب البصرة-العقبة تعود فكرته إلى عام 1983، ولا يزال قيد الدراسة والتحليل، ولم تتم إحالته إلى شركة أو ائتلاف شركات لتنفيذه.
وأوضحت الوزارة أن المشروع يهدف إلى إضافة منفذ تصديري جديد للصادرات النفطية، بطاقة مليون برميل في اليوم، في مقابل زيادة الصادرات النفطية من المنفذ الجنوبي إلى أكثر من 3-6 ملايين برميل في اليوم، وبحسب متطلبات السوق النفطية العالمية مستقبلاً.