العراق يدعو ترامب لمراجعة العفو عن مرتكبي "مجزرة النسور"
انتقدت الخارجية العراقية، الأربعاء، إصدار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قرارا بالعفوٍ عن عدد من المحكومين في قضية قتل عراقيين قبل 13 عاماً.
وقالت الخارجية العراقية في بيان، حصلت "العين الإخبارية"، على نسخة منه، إنها "تابعت القرار الصادر عن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب بشأن إصدار عفوٍ رئاسي عن عدد من المحكومين بقتلِ أربعة عشر عراقياً وجرح آخرين في عام 2007".
وأشارت إلى أن هذا القرار "لم يأخذ بالاعتبار خطورةِ الجريمة المرتكبة ولا ينسجم مع التزام الإدارة الأمريكية المُعلن بقيم حقوق الإنسان والعدالة وحكم القانون، ويتجاهل بشكل مؤسف كرامة الضحايا ومشاعر وحقوق ذويهم".
وأكدت الخارجية العراقية أنها "ستعمل على متابعة الأمر مع حكومة واشنطن عبر القنوات الدبلوماسيّة لحثّها على إعادة النظر في هذا القرار"، وفقاً للبيان.
يشار إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أصدر قراراً بالعفو عن أربعة حراس في شركة "بلاك ووتر"، كانت قد صدرت بحقهم أحكام بالسجن لفترات طويلة لقتلهم 14 مدنياً في بغداد عام 2007، وأثارت تلك القضية ردود أفعال دولية.
ووفقاً لصحيفة "الجارديان" البريطانية، اليوم الأربعاء، فإن الأربعة المتهمين، وهم: بول سلاو، وإيفان ليبرتي، وداستن هيرد، ونيكولاس سلاتن، كانوا جزءاً من قافلة مصفحة فتحت النار عشوائياً من المدافع الرشاشة وقاذفات القنابل اليدوية على حشد من المدنيين العزل في العاصمة العراقية، في المذبحة المعروفة إعلاميا باسم "مذبحة ميدان النسور".
وفي عام 2014، أدين سلو، ليبرتي وهيرد، بـ 13 تهمة بالقتل العمد، و17 تهمة محاولة القتل غير العمد، في حين أدين سلاتين، قناص الفريق الذي كان أول من فتح النار، بالقتل من الدرجة الأولى، وحكم على "سلاتين" بالسجن مدى الحياة؛ فيما حكم على كل من سلو ليبرتي وهيرد بالسجن 30 عاما.
ورفض قاض اتحادي دعوى قضائية أولية – ما أثار غضباً في العراق – لكن جو بايدن، حين كان نائبا لباراك أوباما ، وعد بمتابعة محاكمة جديدة، بدعم من القضاة.
وعند النطق بالحكم، قال مكتب المدعي العام الأمريكي، في بيان، إن "مجرد حجم الخسائر البشرية والمعاناة غير الضرورية التي تعزى إلى السلوك الإجرامي للمتهمين في 16 سبتمبر 2007، مذهل".
وبعد أن وصلت أنباء العفو ليلة الثلاثاء، قال بريان هيبرليج، محامي أحد المتهمين الأربعة الذين شملهم العفو عن بلاك ووتر، إنه : "بول سلاو وزملاؤه لم يستحقوا قضاء دقيقة واحدة في السجن.. أنا منتشٍ من السعادة لهذه الأخبار الرائعة".
وفى شهر نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضى، أصدر ترامب عفواً عن عنصر سابق بالجيش الأمريكي كان من المقرر أن يحاكم فى مقتل صانع قنابل أفغاني مشتبه فيه، وملازم سابق بالجيش أدين بالقتل لأنه أمر رجاله بإطلاق النار على ثلاثة أفغان.