واشنطن عشية تنصيب بايدن.. عاصمة تحت "الحجر الأمني"
لا شيء يشي بالحياة في العاصمة الأمريكية واشنطن عشية تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن سوى الحشود الأمنية المنتشرة بجميع الجادات وتقاطعاتها.
بدت المدينة كحصن منيع يتأهب لتنصيب الرئيس الـ46 للولايات المتحدة الأمريكية، في حدث فرض على المدينة حجرا أمنيا شاملا.
تأهب أمني وصفته عمدة واشنطن واشنطن مورييل بوزير بـ"التاريخي"، يأتي عقب واقعة الكونجرس غير المسبوقة بالبلاد، في أحداث قلبت المزاج السياسي بالبلاد، وعززت المخاوف من ركوب جماعات اليمين المتطرف على موجة الاستياء والتقصير الأمني الحاصل، لتحويل يوم التنصيب إلى حدث جديد.
خطة أمنية
إحداثيات المشهد في العاصمة الأمريكية واشنطن تبدو استثنائية إلى أبعد الحدود، حيث عززت السلطات الأمنية إجراءاتها بإغلاق منافذ دخول المعالم الشهيرة، وإقامة نقاط تفتيش على مداخل وسط المدينة، وانتشر آلاف الجنود في الشوارع وحول المباني الحساسة.
وعادة ما تشهد مراسم ترسيم الرئيس الأمريكي تدابير مشددة يؤمنها جهاز الخدمة السرية، إلا أن تدابير هذا العام تبدو تاريخية بالفعل، على خلفية التأهب الأمني الحاصل عقب حادثة اقتحام مبنى الكونجرس في 6 يناير/ كانون ثان الجاري، في محاولة لمنع المصادقة النهائية على فوز بايدن.
ووفق خطة التأمين، قسمت العاصمة واشنطن إلى منطقتين أمنيتين: الأولى حمراء تمتد من البيت الأبيض إلى محيط الكونغرس ويمنع الدخول إليها، والثانية خضراء مفتوحة للعاملين والمقيمين بشكل حصري، يحظر فيها استخدام المركبات، ويفرض فيها السير على الأقدام، ما عدا بعض الاستثناءات الممنوحة لأسباب ذات علاقة بالجانب الأمني.
انتشار أمني مكثف يهدف لتأمين المنطقة الحمراء الشاسعة والممتدة من حي كابيتول هيل الواقع ضمن نطاقه مقرّ الكونغرس حيث سيؤدي بايدن ونائبته كامالا هاريس القسم، غدا الأربعاء، وصولاً إلى البيت الأبيض.
في الأثناء، تم أيضا إغلاق قطاع متنزه "ناشونال مول" الضخم، حيث يتوافد عادة آلاف الأميركيين كل أربع سنوات لحضور مراسم التنصيب.
وبحسب مسؤولين أمريكيين، فإنه من المتوقع أن يرتفع الانتشار الأمني بالعاصمة واشنطن يوم التنصيب إلى 25 ألفا، بينهم عناصر من الحرس الوطني والشرطة السرية، في رقم يقول مراقبون إنه سيجعل عدد الأمنيين والعسكريين أكبر بكثير من عدد المدنيين.
تحذيرات
واشنطن التي لا تزال تحت صدمة حادثة اقتحام الكابيتول، تواجه أيضا تهديدات أمنية محتملة يوم التنصيب، حيث حذر مكتب التحقيقات الفدرالي "إف بي آي" ووكالات اتحادية أخرى من احتمال وقوع أعمال عنف قبل موعد التنصيب.
ووفق تقارير إعلامية محلية، "يتطلع المتعصبون البيض وغيرهم من المتطرفين إلى استغلال الإحباط بين مؤيدي ترامب الذين صدقوا الأكاذيب حول تزوير الانتخابات".
ونقلت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية عن مسؤولين في وزارة الدفاع قولهم إن البنتاغون قلق من هجوم داخلي، أو تهديد من طرف أفراد على صلة بتأمين مراسم التنصيب، وقالت إن وزير الجيش الأميركي أمر قادة الجيش بالانتباه إلى أي مشكلة قد تحدث في صفوف قواتهم مع اقتراب موعد التنصيب.
ولضمان عدم تشكيل عناصر الحرس الوطني أي تهديد للأمن خلال مراسم التنصيب، أعلن مكتب التحقيقات الفدرالي انه يدقّق في سيَر العناصر الذين سيكونون منتشرين الأربعاء.
وفي تصريح أدلى به الإثنين لشبكة "فوكس نيوز" الإخبارية الأميركية، قال الجنرال وليام ووكر : "نريد أن نتأكد من أنّنا ننشر الأشخاص المناسبين" ضمن الفريق الذي سيتولى حماية أمن الرئيس ونائبته.