مقامرة محفوفة بالمخاطر.. هل يدفع الضغط العسكري حزب الله إلى الطاولة؟
تصعيد جديد على الجبهة الشمالية، أثار المخاوف من اندلاع حرب شاملة بين حزب الله وإسرائيل، خاصة بعد أن استخدمت فيه الجماعة اللبنانية صواريخ متوسطة المدى.
وأطلق حزب الله صواريخ متوسطة المدى تجاه مناطق جنوب حيفا، صباح الأحد، ما أدى إلى توسيع نطاق هجماته ضد إسرائيل بشكل كبير. ورغم أن تل أبيب اعترضت معظمها، فإن الهجوم أشار إلى تصعيد آخر في القتال بين الطرفين.
فأين أمريكا من ذلك التصعيد؟
نقل موقع «أكسيوس» عن مسؤولين أمريكيين قولهم إنه رغم أن إدارة الرئيس جو بايدن «قلقة للغاية» بشأن خطر اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل ولبنان، إلا أنها تأمل في استخدام الضغط العسكري الإسرائيلي المتزايد على حزب الله للتوصل إلى اتفاق دبلوماسي لإعادة المدنيين إلى منازلهم على جانبي الحدود الإسرائيلية اللبنانية.
وتبحث إسرائيل والولايات المتحدة عن طرق لفصل حزب الله عن حماس، بحسب الموقع الأمريكي، الذي قال إنه رغم مرور أشهر من الجهود الدبلوماسية التي بذلتها إدارة بايدن، إلا أنها لم تثمر موافقة الجماعة اللبنانية على أي اتفاق من شأنه أن يوقف القتال الحالي مع إسرائيل قبل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
تصعيد متبادل
وتصاعدت المخاوف من اندلاع حرب وشيكة، يوم السبت، بعد أن زعم الجيش الإسرائيلي أن حزب الله يستعد لرد على سلسلة الهجمات الإسرائيلية في لبنان الأسبوع الماضي.
وأدت غارة جوية إسرائيلية في بيروت يوم الجمعة إلى مقتل القائد العسكري في حزب الله إبراهيم عقيل وما لا يقل عن 15 من القادة الكبار الآخرين، بما في ذلك المسؤولون عن قوة الرضوان النخبة، وفقًا للجيش الإسرائيلي وحزب الله.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن 37 شخصا قتلوا في الغارة الجوية على إحدى ضواحي بيروت، بينهم ثلاثة أطفال وسبع نساء.
وجاءت الغارة الجوية بعد أن فجرت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية عن بعد أجهزة اتصال لاسلكية في هجمات في وقت سابق من الأسبوع أسفرت عن مقتل العشرات، بما في ذلك طفلان على الأقل، وإصابة الآلاف. وكان العديد منهم أعضاء في وحدات ومؤسسات عسكرية تابعة لحزب الله.
ووصف الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الهجمات بأنها «ضربة غير مسبوقة».
ويوم السبت، نفذت مقاتلات إسرائيلية العديد من الغارات الجوية، بما في ذلك ضد صواريخ حزب الله متوسطة المدى التي زعم الجيش الإسرائيلي أن الجماعة اللبنانية كانت تخطط لإطلاقها في وقت قريب.
هل تندلع حرب شاملة؟
قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان يوم السبت إن هناك خطرا «حقيقيا وشديدا» لاندلاع حرب شاملة بين إسرائيل ولبنان، وأن الولايات المتحدة تعمل على منع حدوث ذلك.
وأعلن رئيس الوزراء اللبناني بالوكالة نجيب ميقاتي السبت أنه ألغى زيارته إلى نيويورك حيث اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، الأسبوع المقبل، بسبب الوضع المتوتر على حدود بلاده.
وبحسب مسؤولين إسرائيليين، فإن هجماتهم المتزايدة ضد حزب الله لا تهدف إلى التسبب في حرب، بل محاولة للوصول إلى «خفض التصعيد من خلال التصعيد».
وقال المسؤولون إن إسرائيل تعتقد أن ممارسة المزيد من الضغوط على حزب الله قد يدفع الجماعة اللبنانية إلى الموافقة على صفقة دبلوماسية من شأنها إعادة المواطنين إلى شمال إسرائيل وجنوب لبنان، بغض النظر عن المفاوضات المتعثرة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
وقال مسؤولون أمريكيون لموقع «أكسيوس» إنهم يعترفون بالمنطق الإسرائيلي ويتفقون معه، لكنهم أكدوا أن هذه «مقامرة صعبة للغاية» يمكن أن تخرج عن السيطرة بسهولة وتؤدي إلى حرب شاملة.
وأجرى سوليفان ووزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن ومستشارا بايدن بريت ماكجورك وعاموس هوشتاين عدة مكالمات مع نظرائهم الإسرائيليين يومي الجمعة والسبت.
وقال مسؤول أمريكي مطلع على تلك المحادثات، إن «إحدى الرسائل الرئيسية كانت أننا نريد إبقاء الطريق مفتوحا أمام الحل الدبلوماسي، وبالتالي لا نريد أن يتخذ الإسرائيليون خطوات من شأنها إغلاق مثل هذا الطريق».
من ناحية أخرى، قال مسؤولون في إدارة بايدن إن قتل إسرائيل لعقيل قدم العدالة لدوره في تفجير السفارة الأمريكية وثكنات مشاة البحرية في بيروت قبل 40 عاما.
وتشعر الولايات المتحدة بالقلق من أن تؤدي الاغتيالات والهجمات إلى وضع الصراع بين إسرائيل وحزب الله على منحدر زلق قد يؤدي إلى الحرب.
وقال مسؤولون أمريكيون، إن الولايات المتحدة أوضحت لإسرائيل أن مثل هذه الحرب لن تساعد إسرائيل في تحقيق هدفها المتمثل في إعادة عشرات الآلاف من النازحين الإسرائيليين إلى منازلهم على الحدود مع لبنان.
ويعترف المسؤولون بأن تأثيرهم على القرارات العسكرية الإسرائيلية محدود، لذلك يركزون على التوصل إلى تفاهم مع القادة الإسرائيليين بشأن «مقياس التصعيد».
وقال مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون إن إدارة بايدن طلبت من إسرائيل الامتناع عن اتخاذ إجراءات مثل «الغزو البري أو الضربات الجوية واسعة النطاق في المناطق المدنية والتي من شأنها أن تؤدي إلى تصعيد الصراع إلى حرب وإغلاق الجهود الدبلوماسية».
aXA6IDM0LjIzOS4xNTAuMTY3IA== جزيرة ام اند امز