واشنطن تكثف النيران صوب «ديب سيك»

تدرس إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض عقوبات حاسمة على شركة "ديب سيك" الصينية الناشئة، التي أثارت مخاوف في واشنطن بعد إطلاقها نموذج ذكاء اصطناعي منخفض التكلفة زعزع السوق العالمية.
بحسب نيويورك تايمز، تدرس الإدارة الأمريكية حرمان "ديب سيك" من التكنولوجيا الأمريكية، بل ومنع المستخدمين الأمريكيين من الوصول لخدماتها، في خطوة تضاف إلى حزمة متنامية من الضغوط على قطاع الرقائق في الصين.
وكانت إنفيديا قد تلقت ضربة قوية هذا الأسبوع بعد قرار واشنطن بتقييد صادرات رقاقتها المتقدمة (H20) إلى الصين، ما دفعها للتحذير من خسائر متوقعة تقدر بـ5.5 مليار دولار. الرقاقة المحورية، التي كانت ملاذاً لشركات التكنولوجيا الصينية مثل "تينسنت" و"علي بابا"، أصبحت الآن خاضعة لترخيص تصدير صارم بسبب مخاوف تتعلق باستخدامها في الحوسبة الفائقة.
- باول يعاند ترامب.. حذر من الرسوم ولوّح بتثبيت أسعار الفائدة
- مسار التعريفات الجمركية.. 6 أسئلة مهمة تكشف آلية عمل سلاح ترامب
ولم تكن إنفيديا وحدها في مرمى النيران؛ إذ أبلغت إنتل عملاءها الصينيين أن بعض معالجاتها المتقدمة باتت بحاجة لتراخيص تصدير، إذا تجاوزت معايير معينة في عرض النطاق الترددي للذاكرة والاتصال، بحسب فايننشال تايمز.
أما في أوروبا، فقد ألقت شركة ASML الهولندية بظلالها على السوق بعدما كشفت أن الطلبات على معداتها تراجعت وسط الضبابية الناتجة عن القيود الأمريكية، وهو ما ساهم في هبوط أسهمها بنسبة 6.2% في يوم واحد.
وفي خضم هذه التطورات، تواصل إدارة ترامب فرض قيودها ضمن مساعٍ واضحة لكبح التوسع الصيني في الذكاء الاصطناعي، مقابل تحفيز التصنيع المحلي. فقد أعلنت إنفيديا أنها تعتزم استثمار ما يصل إلى 500 مليار دولار في بناء خوادم ذكاء اصطناعي داخل الولايات المتحدة خلال السنوات الأربع المقبلة، بالتعاون مع شركاء مثل TSMC التايوانية.
ومع اتساع رقعة المواجهة، يتزايد الضغط على شركات التكنولوجيا الغربية، التي وجدت نفسها في خضم معركة جيوسياسية ذات تكاليف باهظة ونتائج قد تعيد رسم خريطة الابتكار العالمي.
إتش20.. رقائق إنفيديا المتطورة
و(إتش20) هي حاليا أكثر رقائق إنفيديا تطورا من المعروضة للبيع في الصين، وهي محورية في جهودها الرامية لمواكبة صناعة الذكاء الاصطناعي المزدهرة في الصين. وذكرت رويترز في فبراير/ شباط أن شركات صينية، منها تينسنت وعلي بابا وبايت دانس، الشركة الأم لتطبيق تيك توك، زادت من طلباتها على رقائق (إتش20) نظرا للطلب المتزايد على نماذج الذكاء الاصطناعي منخفضة التكلفة من شركة ديبسيك الناشئة.
وفي حين أن (إتش20) ليست بنفس سرعة شرائح إنفيديا المعروضة للبيع خارج الصين في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، فإنها تنافس بعض هذه الشرائح في مرحلة تعرف باسم "الاستدلال"، حيث تقدم نماذج الذكاء الاصطناعي إجابات للمستخدمين. ويشهد الاستدلال نموا سريعا ليصبح القطاع الأكبر في سوق شرائح الذكاء الاصطناعي.
ورغم أن (إتش20) لديها قدرات حوسبة أقل من شرائح إنفيديا الأخرى، فإن قدرتها على الاتصال بشرائح الذاكرة وشرائح الحوسبة الأخرى بسرعات عالية لا تزال مرتفعة.
وقالت إنفيديا يوم الأربعاء إن الحكومة الأمريكية أبلغتها في التاسع من أبريل/ نيسان بأن الشريحة (إتش20) ستتطلب ترخيصا لتصديرها إلى الصين، وفي 14 من الشهر نفسه بأن هذه القواعد ستظل سارية إلى أجل غير مسمى.