اقتحام مسلح لمكتب حماية مصالح إيران بواشنطن.. سخط عابر للحدود
هجوم ترجم حالة الاحتقان والغضب الشعبيين إزاء ممارسات إيران
استياء وسخط من النظام الإيراني يبدو أنهما عبرا حدود البلاد، ليتفجرا في أكثر من مكان، تعبيرا عن بلوغ حالة الاحتقان والغضب الشعبيين من ممارسات طهران، الخطوط الحمراء.
وتمثل السخط هذه المرة في اقتحام مسلح مكتب رعاية المصالح الإيرانية في العاصمة الأمريكية واشنطن، واعتدائه على أحد موظفيه، هاتفا بشعارات مناهضة لنظام الملالي، قبل أن تعتقله الشرطة.
حادثة جرت صباح الأربعاء، واستقطبت اهتماما إعلاميا واسعا، خصوصا أن الهجوم يعتبر الثاني من نوعه في أقل من عام واحد، ويرى مراقبون أنه يترجم حالة الغضب المتصاعدة إزاء النظام الإيراني.
وسائل الإعلام الإيرانية تناولت تفاصيل الهجوم المسلح، حيث نقلت وكالة الأنباء الرسمية "إرنا"، عن شهود عيان قولهم إن شخصا مسلحا اقتحم المبنى عند الساعة (10. 20) بالتوقيت المحلي لواشنطن، قبل أن يهاجم أحد الموظفين، ويهدد باقي الموظفين المتواجدين، ثم يحطم الزجاج وبعض الأغراض الأخرى.
ونشرت مقطع فيديو يظهر لحظة اعتقال المهاجم من قبل الشرطة التي طرحته أرضا بقوة، وقيدته، ومن ثم اقتادته خارج المبنى.
ووفق المصدر نفسه، فإنه لم يعلن بعد عن هوية المهاجم أو دافعه، مشيرا إلى أن الشرطة أغلقت الشوارع المؤدية للمبنى الدبلوماسي.
أما الإعلام الأمريكي، فقد ذكر أن هجوما مسلحا استهدف مكتبا دبلوماسيا شمال غرب العاصمة واشنطن، لكنه لم يشر تحديدا إلى مكتب رعاية المصالح الإيرانية.
صحيفة "واشنطن بوست"، أوردت نقلا عن جهاز الأمن السري، أن الهجوم وقع في مبنى رقم 1250 بشارع 23.
وأشارت الصحيفة إلى أن جهاز الأمن السري لم يؤكد وقوع إطلاق نار خلال الهجوم، لكن الشخص المهاجم كان يحمل سلاحا.
كما لفتت إلى وجود مقرات دبلوماسية أخرى بالمنطقة ذاتها، تتبع دول باكستان والمكسيك، لم تتعرض لأي هجوم.
وتقتصر مهام مكتب رعاية المصالح الإيرانية في واشنطن على تقديم الخدمات القنصلية للإيرانيين المقيمين في الولايات المتحدة وكندا، وليس له أي نشاط دبلوماسي أو سياسي.
وأعادت حادثة الأربعاء إلى الأذهان هجوما بالرصاص استهدف المقر نفسه، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وذكر مهدي عاطفت، رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية بواشنطن، في حينه، أن المكتب تعرض لهجوم بالبنادق، ما أدى إلى تهشم زجاج النوافذ.
كما أشار إلى أنه تم العثور على بعض فوارغ الطلقات داخل المكتب، إضافة إلى كتابة شعارات على جدران المبنى، تشير إلى آثار إحدى الجماعات المعارضة حديثة الولادة، دون أن يكشف عن فحوى الشعارات المكتوبة.