واشنطن توافق على علاج جديد للتوحد بحمض الفولينيك.. بارقة أمل جديدة

يُعتبر اضطراب طيف التوحد من أكثر التحديات الصحية انتشارًا حول العالم، حيث يواجه الأطفال والبالغون المصابون به صعوبات كبيرة في التواصل والاندماج والتعلم.
ورغم تعدد طرق الدعم السلوكي والتربوي، فإن غياب علاج دوائي فعال ظل عقبة أمام العديد من الأسر الباحثة عن حلول تساعد أطفالها.
وفي خطوة لافتة، أعلنت الوكالة الأمريكية للأغذية والأدوية (FDA) موافقتها على استخدام حمض الفولينيك (Folinic Acid) كخيار علاجي لبعض حالات التوحد المرتبطة بنقص الفولات في الدماغ. هذه الموافقة أثارت اهتمام الأطباء والباحثين، إذ اعتبرها البعض بارقة أمل جديدة رغم أنها لا تعني وجود علاج نهائي للتوحد.
تأثير التوحد على الحياة اليومية والحاجة إلى علاج فعال
يؤثر التوحد بشكل مباشر على مهارات النطق والتواصل، كما يترك بصمة واضحة على السلوكيات اليومية للأطفال ويشكل عبئًا كبيرًا على أسرهم.
وحتى الآن، اعتمدت معظم الخطط العلاجية على جلسات التخاطب والدعم السلوكي، مع غياب دواء فعّال يستهدف جذور المشكلة. لذلك، جاء اعتماد حمض الفولينيك كخطوة جديدة ومهمة لمحاولة تحسين جودة حياة بعض المصابين.
ما هو حمض الفولينيك ولماذا اعتمدته واشنطن لعلاج التوحد؟
حمض الفولينيك هو شكل نشط من فيتامين B9 المعروف بالفولات، ويتميز بقدرته على عبور الحاجز الدماغي بكفاءة أكبر من الفولات العادي. لطالما استُخدم هذا المركب في مجالات طبية أخرى مثل علاج بعض أنواع فقر الدم وتقليل آثار العلاجات الكيماوية.
إلا أن الدراسات السريرية الحديثة أظهرت نتائج مشجعة عند استخدامه مع أطفال يعانون من التوحد المرتبط بنقص الفولات، حيث ساعد على تحسين قدراتهم اللغوية والتواصلية بشكل ملحوظ.
اقرأ أيضًا: أمل جديد لفهم التوحد.. دراسة تربط بين المرض ونقص عنصر غذائي مهم
فوائد علاج التوحد بحمض الفولينيك
أظهرت الأبحاث الأولية أن العلاج الجديد قد يسهم في تحسين مهارات النطق والتواصل، ويزيد من قدرة الأطفال على التفاعل الاجتماعي مع محيطهم، كما أنه ساعد على تقليل بعض الأعراض السلوكية المرتبطة بالتوحد. إضافة إلى ذلك، يتميز الدواء بدرجة أمان جيدة، خصوصًا مع خبرة الأطباء الطويلة في استخدامه لعلاج حالات أخرى غير مرتبطة بالتوحد.
حدود علاج التوحد الجديد والتحذيرات الطبية
رغم الأمل الكبير الذي أثارته هذه الخطوة، إلا أن العلاج ما زال محدود النطاق، فهو لا يناسب جميع المصابين بالتوحد، بل يقتصر تأثيره الإيجابي على الأطفال الذين يعانون من نقص الفولات الدماغي، كما يتطلب الأمر فحوصًا دقيقة للتأكد من الحالة قبل البدء بالعلاج.
ويؤكد الباحثون أن الدراسات ما تزال محدودة الحجم وتحتاج إلى تجارب أوسع لتأكيد النتائج، كذلك قد تظهر بعض الآثار الجانبية مثل التهيج أو تغيرات طفيفة في السلوك، وهو ما يستدعي متابعة طبية دقيقة.
اقرأ أيضًا: ثورة في التشخيص.. اكتشاف مرض التوحد بالرقص
مستقبل علاج التوحد بحمض الفولينيك
يرى العديد من الخبراء أن هذه الموافقة قد تكون بداية لمرحلة جديدة في أبحاث التوحد، حيث من المتوقع أن تشجع على مزيد من الدراسات لفهم دور الفولات في الدماغ بشكل أعمق، كما يُنتظر أن يتم تطوير بروتوكولات علاجية متكاملة تجمع بين هذا الدواء والعلاجات السلوكية والتعليمية، بما يتيح للأطفال فرصًا أكبر للتحسن والاندماج. كما أن الكشف المبكر عن نقص الفولات الدماغي قد يفتح المجال أمام التدخل السريع وتحقيق نتائج أفضل.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTEg
جزيرة ام اند امز