صحيفة أمريكية: مليشيات إيران المسلحة تهدد سيادة العراق
على أحسن تقدير ستصبح لبنان ثاني بلد مستقل صوريا تحت رحمة إرهابيين موالين لإيران
رأت صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية أن بيادق إيران المسلحة (المليشيات الموالية لها) هي من يشكل التهديد الحقيقي على سيادة العراق، بالنظر إلى تدخلها في تشكيل أي حكومة عراقية.
وتحت عنوان "تحذير واشنطن لإيران ودرس للعراق"، أوضحت الصحيفة الأمريكية أن هذا النفوذ عزز الفساد والانقسام الديني الذي مهد الطريق أمام داعش للسيطرة على مساحات كبيرة من البلاد، ويمكنه بسهولة تكرار الأمر.
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها إنه حال لم تتمكن بغداد من التوصل لطريقة لقمع تلك المليشيات، فعلى أحسن تقدير ستصبح لبنان ثاني بلد مستقل صوريا تحت رحمة إرهابيين موالين لإيران يعرضون الأمة لخطر بانتظام، ببساطة لخدمة مصالح طهران.
كان مئات المحتجين اقتحموا مجمع السفارة الأمريكية شديد الحراسة في بغداد، الثلاثاء، وسط هتافات مناهضة للولايات المتحدة، احتجاجا على الغارات الأمريكية التي أسفرت عن مقتل 24 من عناصر المليشيا الموالية لإيران.
لكن الصحيفة ذكرت أنه على مدار عام 2019، تصرفت طهران على نحو "عدائي وحاقد"، من اختطاف ناقلات النفط في مضيق هرمز إلى استهداف طائرة مسيرة أمريكية إلى استهداف منشأتين سعوديتين للنفط، من خلال بيادقها من المليشيات المختلفة، وقاعدة عراقية في كركوك.
وأوضحت الصحيفة أن الهجوم الأخير أسفر عن مقتل مدني أمريكي وإصابة عدة قوات عراقية، وكان السبب المباشر وراء الغارات الأمريكية التي استهدفت خمسة مواقع تابعة لكتائب حزب الله، ثلاثة في العراق واثنين في سوريا، في عطلة نهاية الأسبوع.
وأشارت إلى أن مواقع الهجمات تضمنت مخازن ومراكز للقيادة والتحكم تستخدمها كتائب حزب الله الموالية لإيران لتنفيذ مثل تلك الهجمات.
ونقلت عن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، قوله إن تلك الهجمات كانت بمثابة رد حاسم يوضح ما كرره الرئيس على مدار شهور، وهو أنهم لن يسمحوا بتصرفات إيرانية تعرض الأمريكيين للخطر.
ولفتت الصحيفة إلى أن واشنطن لا يمكنها إنقاذ العراق، لكن لا يزال يمكنها مساعدة العراقيين لإنقاذ أنفسهم.
من جانبها، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن الاحتجاجات أمام السفارة الأمريكية في بغداد توضح النفوذ الإيراني هناك، مشيرة إلى أن قدرة طهران على نشر مليشيات لمهاجمة السفارة، بدعم عراقي، أوضحت مدى القوة التي تتمتع بها هناك.
وأشارت الصحيفة خلال تقرير لها إلى أنه بالرغم من الجهود الأمريكية على مدار 16 عامًا لتأسيس حكومة أكثر ودًّا للمصالح الغربية، بتكلفة أكثر من تريليون دولار و5 آلاف روح أمريكية، وقف القادة العراقيون ضد الغارات الأمريكية، وسمحت قواتهم الأمنية للمليشيات بالوصول إلى المجمع الدبلوماسي الأمريكي، حتى إنه تم رصد بعض الأشخاص يرتدون زي قوات الأمن العراقية يهاجمون المجمع هم أنفسهم.
وقالت إن الإذعان العراقي يثير تساؤلات بشأن ما إن كان استمرار الوجود الأمريكي هناك مقبولا ويمكن الدفاع عنه أم لا.