مخيم واشوكاني.. شاهد على جرائم أردوغان في شمال سوريا
صحيفة ألمانية قالت إن الاتهامات التي تلاحق الجيش التركي بارتكاب جرائم تطهير عرقي صحيحة، لأن أغلبية الفارين أكراد
يعيش آلاف النازحين السوريين في مخيم "واشوكاني" شديد الفقر في الخدمات والاحتياجات الأساسية، بعدما أجبرتهم العملية العسكرية التركية في شمالي سوريا على هجر منازلهم في مدينتي رأس العين وتل أبيض، حسب صحيفة "بيلد" الألمانية.
- إدانة موسعة بمجلس الأمن على الهجوم التركي شمالي سوريا
- سياسيون ألمان يشاركون بمظاهرة ضد الهجوم التركي على سوريا
وحسب مراسل الصحيفة، الذي زار المخيم واشوكاني الواقع على بعد ٥٠ كيلومترا من مدينة رأس العين، التي كانت هدفا أساسيا للهجوم التركي، فإن الآلاف يعيشون في أوضاع إنسانية صعبة داخل خيام من القماش لا تقيهم برد الشتاء ولا حر الصيف.
وقالت الصحيفة "في مدخل المعسكر توجد لوحة كبيرة مدونة عليها مرحبا بالجدد، للترحيب بعشرات السوريين الذين يصلون يوميا هربا من هجمات الجيش التركي، وحلفائه في شمال سوريا".
وأضافت الصحيفة أن الحفارات ولا العمال الذين يشيدون الخيام الجديدة يختفون من المكان، بسبب التدفق اليومي للنازحين.
ونقلت الصحيفة عن ليلى عمر، البالغة من العمر ٣٤ عاما، قولها "لقد أصيب منزلنا في رأس العين بصاروخ، واضطررنا للهرب.. قضينا أياما رفقة معارفنا بالحسكة.. ثم جئنا إلى هنا".
وفيما تتحدث "ليلى" للصحيفة كانت متعلقات عائلتها ملقاة على الأرض، بجوار خيمة جديدة يجري تشييدها على عجل.
وتضيف ليلى "ضربات الجيش التركي جعلت أراضينا في رأس العين غير صالحة للزراعة، وحلفاؤهم نهبوا معداتنا الزراعية وغيرها من ممتلكاتنا".
تطهير عرقي
وأوضحت الصحيفة الألمانية أن "القوات المدعومة من الجيش التركي ارتكبت تجاوزات خطيرة في بداية الغزو الذي بدأ ٩ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مثل قتل السجناء والمدنيين، واحتلال المنازل، وطرد سكانها، ونهب الممتلكات".
ولفتت الصحيفة إلى أن "الاتهامات التي تلاحق الجيش التركي بارتكاب جرائم تطهير عرقي صحيحة؛ لأن أغلبية ساحقة من الفارين من القتال أكراد".
ويقول أحمد، نازح يعيش مع عائلته في المخيم للصحيفة "لن نعود لبلدتنا في تل أبيض إلا بعد تحريرها من مرتزقة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان".
أما فايز إبراهيم، مدير المخيم، فيقول للصحيفة "في الوقت الحالي يصل ما بين ٣٠ و٤٠ نازحا جديدا المخيم يوميا".
ويضيف "بعد وقت قصير من الغزو التركي بدأنا في بناء المخيم بالجهود الذاتية، ولم نتلق دعما من المنظمات الدولية حتى الآن".
ويتابع "يعيش حاليا نحو ٢٤٠٠ شخص في المخيم، ونتوقع وصول المقيمين بالمخيم إلى ٣٠ ألف شخص قريبا، ونخطط لتشييد مدارس لأن أغلبية السكان من الأطفال والمراهقين".
وبدأت القوات التركية هجوما عسكريا الأربعاء 9 أكتوبر/تشرين الأول على شمال سوريا، وسط انتقادات ومخاوف دولية من أن يتسبب الاعتداء في إعادة إحياء تنظيم داعش الإرهابي، الذي دُحر مطلع العام الجاري على يد قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي.
وقوبل الهجوم بعاصفة من الإدانات الإقليمية والدولية، وأوقفت العديد من الدول الأوروبية تصدير الأسلحة إلى تركيا، على خلفية الهجوم الذي أدى إلى فرار العديد من عناصر تنظيم داعش الإرهابي بالفعل.
aXA6IDMuMTQ4LjEwOC4xOTIg جزيرة ام اند امز