أنهته حرب غزة بلا رصاصة.. انتحار جندي إسرائيلي

على هامش حربٍ لم تضع أوزارها بعد، سقط جندي إسرائيلي آخر بعيدًا عن جبهة غزة، إلا أن آثارها كانت أحد الأسباب التي دفعته إلى الانتحار.
فقد اختار روي واسرشتاين، جندي الاحتياط الذي قضى أكثر من 300 يوم وسط أهوال الحرب في وحدة الإخلاء الطبي، أن يُنهي حياته بعدما غادر الجبهة، تاركًا خلفه صدمة لم تُغادره.
وما إن غادر الجبهة حتى غادره الجيش، فعائلته اتهمت المؤسسة العسكرية بالتبرؤ من ابنهما، وفتحت النار على ما تعتبره «خذلانًا» لجيلٍ بات يحارب مرتين: مرة في الميدان.. وأخرى في الداخل.
فماذا حدث؟
بعد قرابة شهرين من إنهاء آخر خدمة له، انتحر جندي الاحتياط في الجيش الإسرائيلي روي واسرشتاين، (24 عامًا). وخدم في اللواء المدرع 401 التابع للجيش الإسرائيلي.
كان واسرشتاين قد أنهى أكثر من 300 يوم من الخدمة الاحتياطية منذ بداية الحرب، حيث خدم في وحدة الإخلاء الطبي التابعة للواء، وتعرض بشكل متكرر لأحداث صادمة، بما في ذلك إخلاء الجنود الجرحى، بحسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل.
وأفادت التقارير بأنه أنهى آخر دورة له في خدمة الاحتياط أواخر مايو/أيار الماضي، ولأنه لم يكن مُستدعىً للاحتياط وقت وفاته، أفادت وسائل إعلام عبرية بأن الجيش الإسرائيلي أبلغ عائلته -عبر قنوات غير مباشرة- بأنه لا يستوفي معايير الاعتراف به كضحية عسكرية، وبالتالي سيُدفن في مراسم مدنية.
اتهامات للجيش
وبحسب موقع «واي نت» الإخباري، اتهم أفراد العائلة وزارة الدفاع والجيش الإسرائيلي بـ«التبرؤ» من فاسرشتاين بعد وفاته، متسائلين: "أين العار؟".
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إنه أصدر تعليماته للجيش الإسرائيلي ومكتبه بتقديم الدعم الكامل لأسرة فاسرشتاين، بما في ذلك المساعدة في ترتيبات الجنازة والتكريم العسكري.
وفي منشور على فيسبوك، قالت والدة واسرشتاين، دينا - وهي شخصية مجتمعية معروفة في نتانيا، إنه «بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول، شارك في انتشال جثث تحت النيران. رأى مشاهد مروعة. نزل من دبابة وسط جحيم مشتعل لمنع اختطاف جنود، وأخلى جنودًا مبتوري الأطراف. لقد أثر ذلك عليه بشدة. منذ عودته إلى المنزل، لم يفارقه هذا الشعور قط».
وصرحت وزارة الدفاع الإسرائيلية بأن مسؤولي مديرية القوى العاملة في الجيش الإسرائيلي على تواصل وثيق مع العائلة ويرافقونها خلال إجراءات الترحيل. وأعرب كاتس عن "خالص تعازيه" مؤكدًا أنه يساند العائلة في محنتها.
حادث يأتي وسط تدقيق متزايد حول معاملة جنود الاحتياط المعرضين لصدمات ساحة المعركة وما إذا كانوا يحصلون على الدعم الكافي بعد انتهاء خدمتهم.