بالصور .. أمطار غزيرة تُسعِد سكان "الأهوار العراقية" بعد جفاف 2018
وزارة الموارد المائية العراقية تتحدّث عن نسبة إغمار وصلت إلى 84%، ما يعتبر أفضل معدل وقع في منطقة الأهوار العراقية منذ 2003.
أمطار غزيرة غير متوقّعة هطلت أواخر عام 2018 وغيّرت حياة الناس في الأهوار التاريخية بجنوب شرق العراق، إذ كانت المنطقة تعاني من الجفاف السنة الماضية، نتيجة السدود الموجودة عند المنابع، وندرة الأمطار.
وتعدّ الأهوار مجموعةً من المسطّحات المائية، تغطي الأراضي المنخفضة، كما تتسّع مساحة الأراضي المغمورة بالمياه وقت الفيضان في نهاية الشتاء وخلال الربيع، وتتقلّص أثناء الصيف.
وبعد معاناة العام الماضي، يتحدَّث مزارعون محليون في المنطقة حول النِعم التي يعيشونها حالياً، إثر هطول الأمطار التي أدّت إلى فيضان السدود، مطلع بناير/كانون الثاني 2019، وضمِنت عودة تدفّق المياه مجدداً في الأهوار.
ومع نقص المياه العام الفائت اضطّر مُربّي جاموس من سكان الأهوار الوسطى، يُدعى يونس خليل داود، لبيع معظم قطيعه من الماشية بالخسارة.
وقال جاسم الأسدي، مدير العمليات الجنوبية لمنظّمة "طبيعة العراق"، المعنية ببيئة الأهوار في قضاء الجبايش، إن المنطقة مُصنّفة كموقع مسجّل على قائمة التراث العالمي في "اليونسكو" منذ 2016، وتشهد حالياً أعلى مستويات مياه منذ استصلاحها سنة 2003.
وأضاف الأسدي: "العام الماضي وصلت نسبة الإغمار في الأهوار العراقية إلى 20% فقط، وأما اليوم فوزارة الموارد المائية تتحدّث عن 84%، ما يعتبر أفضل معدل إغمار وقع في الأهوار العراقية منذ 2003".
وأردف: "حدود الإغمار وصلت في الأهوار العراقية إلى 20% فقط في 2017، وهناك مساحات جفَّت بالكامل مثل "هور الحمّار الغربي"، وأخرى لم يبق منها سوى القنوات العميقة".
وقال يونس خليل داود، أحد القاطنين في المنطقة: "مصدر الماء يمثّل باب الرزق لنا، إذ يعزّز من عملنا في صيد الأسماك والطيور والزراعة".
ويتعيّن على السكان في هذه المنطقة إجراء رحلات يومية بقوارب خشبية طويلة، بغية شراء مياه مُعبّأة لأنفسهم وأُسرهم، فالمياه المحيطة بهم مالحة إلى درجةٍ تجعلها غير صالحةٍ للشرب.
وسبّب انخفاض منسوب المياه طوال سنوات مشكلات أخرى من بينها قلة العشب الطويل الصالح لرعي الجاموس، وعدم تنوُّع الأسماك بشكل ملموس.
ولم يُر مثلاً سمك "الكارب المحلي"، الذي يحقّق به الصيادون أعلى مبيعات سابقاً، في مياه الأهوار على مدى عام.
وبدلاً من ذلك، يصطاد الصيادون حالياً نوعاً واحداً فقط من السمك الصغير، الذي لا يتذكر معظمهم أنهم شاهدوه قبل وقت قريب.
وبعد إلقاء شباكهم في الليلة السابقة، يسحبونها عند الفجر، ثم يتّجهون نحو مشترين محليين يدفعون في كيلو السمك 2.5 دولار فقط وإثر مساومات، أي بانخفاض 50% عن 2017.