ندرة المياه في الشرق الأوسط.. أزمة "الحلول المؤسسية"
تحتوي الأرض على نفس كمية المياه العذبة كما كان الحال دائمًا، لكن أعداد السكان شهدت قفزات هائلة، ما خلق أزمة حول موارد المياه في العالم.
وتشكل المياه العذبة جزءًا صغيرًا جدًا من المياه الموجودة على الكوكب. ففي حين تبلغ نسبة المياه 70% من العالم، فإن نسبة المياه العذبة هي 2.5% فقط والبقية هي ماء مالح مركز في المحيطات، بحسب بيانات ناشيونال جيوغرافيك.
وحتى مع ذلك، لا يمكننا الوصول سوى إلى 1% فقط من المياه العذبة لدينا، إذ معظمها محاصر في الأنهار الجليدية وحقول الجليد. في الأساس، يتوفر 0.007% فقط من مياه الكوكب لتغذية وإطعام 6.8 مليار شخص، كما أوردت مجلة فوربس.
ونما استخدام المياه بأكثر من ضعف معدل الزيادة السكانية في القرن الماضي، وفقًا للأمم المتحدة. وبحلول عام 2025، سيعيش نحو 1.8 مليار شخص في مناطق تعاني من ندرة المياه، ويعيش ثلثا سكان العالم في مناطق تعاني من الإجهاد المائي نتيجة للاستخدام والنمو وتغير المناخ.
وتتفاقم أزمة ندرة المياه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بشكل غير مسبوق، بحسب ما قاله البنك الدولي في تقريره بعنوان "اقتصاديات ندرة المياه في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.. حلول مؤسسية".
وكتب التقرير: "يزيد تكالب المزارعين وسكان المدن، واحتياجاتهم المتعددة للمياه، من الضغط على شبكات المياه، مما يدفعها إلى حافة الانهيار. وستنخفض كمية المياه المتاحة للفرد، في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بحلول عام 2030، إلى ما دون الحد المطلق لشح المياه، والبالغ 500 متر مكعب للفرد سنويا".
ويقدم التقرير اقتراحات حول كيفية قيام البلدان بتخصيص المياه وإدارتها بشكل أفضل. تشمل تلك الحلول تمكين السلطات المحلية من اتخاذ القرارات الصعبة التي تخص بدائل استخدامات المياه، ومنح مساحة أكبر من "الاستقلالية لمسؤولي المرافق، للتواصل مع العملاء، حول تغيير أسعار التعريفات، قد يؤدي كذلك إلى زيادة تجاوبهم وتنفيذهم لهياكل تلك التعريفات، وتقليل مخاطر الاحتجاجات والاضطرابات العامة".
ومع الاستراتيجيات الحالية لإدارة المياه في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ثمّة حاجة إلى 25 مليار متر مكعب إضافي سنويًا لتلبية الطلب على المياه في عام 2050.
وهو ما يعادل بناء 65 محطة أخرى لتحلية المياه بحجم محطة رأس الخير في المملكة العربية السعودية، التي تعد الأكبر حاليًا في العالم.
ولفت تقرير الأمم المتحدة إلى أن 50 مليون شخص في المنطقة العربية يفتقرون إلى مياه الشرب الأساسية، بينما يعاني 390 مليون شخص في المنطقة- أي نحو 90% من إجمالي عدد السكان- من ندرة المياه.