"جارديان" ترصد غضب المجتمع الإيراني: تواقون لإيجاد مخرج
الأزمات الاقتصادية وغياب الحريات والعقوبات الدولية والتغير المناخي تضع إيران تحت ضغوط غير مسبوقة وسط حالة من اليأس المجتمعي.
رصد تقرير نشرته صحيفة "جارديان" البريطانية حالة الغضب داخل المجتمع الإيراني، في ظل أزمات اقتصادية وغياب للحريات وعقوبات دولية وتغير مناخي تضع إيران تحت ضغوط غير مسبوقة.
محمد، مصمم جرافيك، تم تسريحه من العمل منذ 4 أشهر، فالحياة في إيران بالنسبة له تشبه "أن تكون سمكة في بركة مياه تتقلص بسرعة أو تحت شمس حارقة وسط الصحراء".
- تقرير فرنسي: مرشد إيران يحكم بنفسه وسقوط دولة الملالي حتمي
- وول ستريت جورنال: تجارة إيران تنهار مع تهديدات شبح العقوبات
تعليقات محمد (28 عاما) تتحدث عن تحديات بيئية خطيرة في إيران، حيث تشهد أسوأ فترات الجفاف في التاريخ الحديث، مع شح المياه وتكرر انقطاع الكهرباء وأعطال التكييف في درجة حرارة 40 درجة مئوية.
ويشير محمد، الذي يعتمد على معاش والده، خلال حديثه إلى أزمة أكبر خلقت حالة من اليأس تتغلغل في المجتمع الإيراني، حيث تواجه البلاد ضغوطاً هائلة بفعل عدة عوامل من أزمات اقتصادية ونقص الحريات الاجتماعية والسياسية إلى الضغوط الدولية والعقوبات، ويتفق كثير من الإيرانيين مع محمد في أن البلاد تواجه لحظة حاسمة، حسب صحيفة "جارديان" البريطانية.
وقال محمد إن الناس تواقون لإيجاد مخرج "إن كانت حربا.. فلتكن، لكن بسرعة، وإن كانت تتوصل إلى اتفاق.. ليكن، لكن بسرعة، وإن كان تغييرا للنظام.. فليكن، لكن بسرعة".
كان محمد اشترى إحدى الأدوات التكنولوجية العام الماضي مقابل 5 ريالات، الآن تباع مقابل 440 يورو، أي خمسة أضعاف السعر، زيادات مشابهة في الأسعار أثرت على منتجات أخرى وتحديدا السلع المستوردة التي تعتمد على أسعار الدولار.
وانخفض الريال الإيراني إلى أدنى مستوى، وتنسحب كثير من الشركات من إيران خوفا من العقوبات الأمريكية، هذا ودقت أجراس الإنذار بتوجه البلاد إلى حافة الهاوية السياسية والاقتصادية وحتى البيئية، ويخشى محللون من أنه تم تجاهل العلامات التحذيرية.
وقال الدكتور صادق زيبا كلام، أستاذ العلوم السياسية في جامعة طهران، إن الوضع أصبح سيئا للغاية، والناس لا يمكنهم رؤية أمل.
وبالنسبة للإيرانيين.. الشعور باليأس واضح، فمثلًا سام (26 عاما)، محاضر جامعي من مدينة شيراز، يصف محن إيران بأنها القشة الأخيرة.
ماتان (25 عاماً) من أصفهان، يجني 115 دولاراً شهرياً من عمله طبيب أسنان، ويعيش مع والديه، ويرى أنهم يسلكون مسار فنزويلا نفسه.