وول ستريت جورنال: تجارة إيران تنهار مع تهديدات شبح العقوبات
الشركات الأجنبية تقلص عقودها داخل إيران، خاصة وأن تهديدات العقوبات تخيف كبريات البنوك الأجنبية، التي تدعم وجود هذه الشركات في طهران.
أصابت العقوبات الأمريكية إيران بصدمة اقتصادية حتى قبل دخولها حيز النفاذ الفعلي، فمنذ انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي خلال مايو/آيار الماضي، تعاني البنية الأساسية الإيرانية والمصدرون وأصحاب المتاجر لإجراء معاملات بالدولار متعلقة بواردات الإمدادات اللازمة.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن الشركات الأجنبية تقلص عقودها داخل إيران، كما أن تهديدات العقوبات أخافت كبريات البنوك الأجنبية، التي دفعت غرامات بمليارات الدولارات خلال الـ 5 أعوام الماضية بسبب انتهاكها للعقوبات.
- هبوط قياسي جديد للعملة الإيرانية مع قرب تطبيق العقوبات الأمريكية
- قبل العقوبات الأمريكية.. إيران تتقشف والبداية "كهرباء" طهران
وحتى إذا تمكنت الشركات الإيرانية من تمويل صفقات توريدات، فإن ضعف العملة الإيرانية (الريال)- التي هبطت 50% هذا العام أمام الدولار- سيجعل الواردات باهظة الثمن أمامها.
توضح علامات الضغط الاقتصادي كيفية خروج إيران من النظام المالي والتجاري العالمي حتى قبل دخول العقوبات الأمريكي حيز النفاذ، حيث سيتم فرضها على مرحلتين، الأولى في 6 أغسطس/آب المقبل، وتستهدف قطاع الذهب والمعادن الثمينة والسيارات، وفي 4 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، تستهدف قطاع النفط والصفقات التي تبرمها المؤسسات المالية الأجنبية مع البنك المركزي الإيراني.
ورأت الصحيفة الأمريكية، أن تلك الصراعات تشكل تحديًا للقيادة الإيرانية، ففي حين حقق الاقتصاد الإيراني مكاسب بعد إدارة أوباما ورفع القوى العظمى العقوبات مقابل تقليص أنشطتها النووية عام 2016، لاتزال تعاني طهران من بطالة وتضخم، وقد شهدت البلاد تظاهرات حاشدة اجتاحت البلاد بفعل السخط على تدهور الاقتصاد وسوء الإدارة الحكومية.
وألقى المسؤولون الأمريكيون باللوم على ملالي إيران فيما يتعلق بالمحن الاقتصادية التي طالت الإيرانيين، موضحين أن العقوبات تستهدف تقليص الدعم المالي الذي تقدمه طهران لحزب الله وغيره من الجماعات المسلحة، كما استخدمت الولايات المتحدة العقوبات كوسيلة للضغط على الحرس الثوري الإيراني الإرهابي الذي يسيطر على جزء كبير من اقتصاد البلاد.
- اليابان تؤكد تخليها عن نفط إيران أكتوبر المقبل
- خبراء: تزايد معدلات الفقر في إيران لا يشغل ملالي طهران
والآن يخشى كثير من الإيرانيين العودة إلى الأعوام التي سبقت إبرام الاتفاق النووي الإيراني، عندما أجبرتهم العقوبات الأمريكية على استخدام أنظمة المقايضة لمتابعة أعمالهم.
وقال أندرين سكيلاند محلل مخاطر الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمركز "بي إم آي" للأبحاث، إن الأمر سيصبح مكلفًا للغاية على المستوردين وقطاع التصنيع.
وحيد حسين زاده، يعمل في مجال المنسوجات، وعمد إلى تخفيض الإنتاج من 30 طنا متريا الشهر الماضي إلى 20 طنا متريا هذا الشهر، حيث تسبب انهيار الريال في رفع تكلفة الخيوط المستوردة التي تمثل مواده الخام، وقال إنهم مازالوا يبيعون، لكن الأسواق تتباطأ، ويحققون مكاسب أقل.