سمك «الوزف».. «لحم الفقراء» ينتعش في أسواق اليمن
شهدت أسواق أسعار سمك السردين المسمى محلياً بـ"الوزف"، والذي يوصف بـ"لحم الفقراء" ارتفاعاً ملحوظاً نتيجة زيادة الطلب المرتفع عليه.
ويبدأ الصيادون في اصطياد أسماك السردين، في سواحل المخا وذُباب بمحافظة تعز والخوخة في الحديدة وسواحل محافظة لحج مع دخول مواسمه المختلفة والتي تزدهر في العادة خلال ديسمبر/ كانون الأول ويناير/ كانون الثاني سنوياً.
زيادة الطلب على هذا الأسماك مؤخراً أدت إلى ارتفاع قيمتها ما جعل الصيادين يجتهدون في جمع أكبر قدر منها.
يُعرف "الوزف" بأنه عبارة عن صغار الأسماك، لكنها مجففة ومملحة وتباع بالصاع (مكيال أو وحدة لقياس الحجم)، ولها طعمها المفضّل عند كثير من اليمنيين في مناطق عديدة ويعد مصدر البروتين والحديد لآلاف الأسر اليمنية.
كما يعد منتجاً شعبياً رائجاً وهدية عزيزة للمهاجرين والمغتربين خارج اليمن، لكن في الداخل يبقى رفيق خبز الفقراء.
- عام على توقف صادرات النفط.. إرهاب الحوثي يفاقم معاناة اليمنيين
- رفع أرصدة "الخطوط اليمنية".. مبادرة حكومية لتوسيع الرحلات من مطار صنعاء
صيد السردين
منذ الصباح الباكر يذهب عشرات الصيادين إلى السواحل اليمنية، لا سيما في مدينة المخا المطلة على البحر الأحمر، ويبدأون في نصب شباكهم على كميات كبيرة من أسماك السردين الموجودة على مقربه من الشواطئ؛ حيث تقترب هذه الأسماك الصغيرة من الشواطئ الرملية بكميات كبيرة وعلى شكل قطع أو أسراب متفرقه تكون بأعداد كبيرة، يتم اصطيادها بشباك خاصة بهذه النوع من الأسماك، ويتم تجفيفها قرب الشواطئ الجافة لثلاثة أيام ومن ثم تجميعها وشحنها في أكياس وبيعها.
ويورد هذا النوع من الأسماك إلى الأسواق المحلية اليمنية، وبشكل أكبر في محافظتيّ تعز وإب ولحج؛ حيث يُسحق ويستخدم كغذاء، أو يقلى مع الفلفل أو وفي وجبات العصيد الشهيرة.
يقول الصياد اليمني عبدالله مقبل إن أسماك السردين شهدت خلال السنوات الخمسة الماضية تحسنا كبيرا في أسواقها؛ حيث وصل سعر الكيس "الشواله" إلى أكثر من 100 ألف ريال يمني (نحو 98 دولارا) في ذروة الاصطياد.
ويضيف الصياد البالغ من العمر 49 عاماً في تصريح لـ"العين الإخبارية" أن ألغاما زرعتها مليشيات الحوثي الإرهابية قرب السواحل وفي عمق البحر الأحمر حدت من قدرات الصيادين من الاصطياد خصوصا هذا النوع من الأسماك.
وأوضح الصياد اليمني أن قطع مليشيات الحوثي الطرقات كذلك جعل المصدرين المحليين يعزفون عن شراء هذا النوع من الأسماك من الصيادين الذي يغامر بعضهم على أمل أن يقتاتوا مما يقع في شباكه من أسماك السردين.
المخا أحد مواطن اصطياد "الوزف"
وتعتبر مدينة المخا الساحلية من أكثر أماكن الصيد والتسويق لأسماك الوزف (السردين)، مثلما في بقية الشواطئ بالسواحل الغربية والجنوبية المحررة.
وبحسب رئيس جمعية الصيادين بالمخا اليمنية هاشم الرفاعي فإن مردود أسماك الوزف في السنوات الأخيرة تحسنت بشكل كبير، حيث شكلّ استحسانا لدى الصيادين في مردود هذا النوع من الأسماك.
وأضاف الرفاعي، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، أن هذه الأسماك تأتي في المخا إلى الشواطئ اليمنية لثلاثين يوماً تبدأ في منتصف الصيف وحتى نهايته، ثم تعود مرة أخرى إلى الأعماق أو تنتقل إلى سواحل أخرى في تنقل موسمي لافت.
وأوضح الرفاعي، الذي يترأس أكبر مظلة معنية بالدفاع عن حقوق الصيادين، أن أسماك السردين لا تنقطع ولكنها تظهر في مرات عدة، وتبقى بكميات قليلة إذا ما قورنت بأعدادها في موسمها هذه الأيام.
وعن الوزف أشار الرفاعي إلى أن المشكلة تمكن الشوائب التي في بعضها وتجد الناس تبحث عن الخالي من الرمال، وحثّ السلطات للقيام بإرشاد الصيادين وتخصيص أماكن معدة خصيصاً لتجفيف الوزف جنبا إلى جنب مع تحسين طريقة الاصطياد.
يشار إلى أن تحرير مدينة المخا من قبضة الحوثي 2017 أسهم في استقرارها، ما انعكس إيجابيا على الصيادين وحتى فئة المستثمرين المصدرين ومشتري الأسماك، حيث حرروا من دفع الجبايات والضرائب التي كانت تفرضها المليشيات.