سر بحث الشباب العربي عن "الصراحة" في الفضاء الإلكتروني
هل أنت مستعد لمواجهة الصراحة؟.. هذا السؤال سيطرح عليك إذا قررت الاشتراك في موقع جديد باسم "صراحة" استحوذ على اهتمام الشباب العرب.
هل أنت مستعد لمواجهة الصراحة؟.. هذا السؤال سيطرح عليك إذا قررت الاشتراك في موقع جديد باسم "صراحة" استحوذ على اهتمام كثير من رواد التواصل الاجتماعي العرب.
الفكرة الأساسية للموقع بسيطة فهي قائمة على أنه يسمح لمستخدميه التوصل برسائل من أصدقائهم أو أي شخص لكن تبقى هوية المرسل مجهولة ويتشابه في ذلك مع موقع Ask الذي انتشر منذ فترة لكنه يختلف عنه في عدة أمور أولها أن الموقع لا يسمح بالرد على الرسائل كما أن اللغة العربية هي اللغة الأساسية في صراحة.
وصل عدد المشتركين في الموقع مع بداية فبراير الجاري إلى أكثر من مليون، وعدد الزيارات إلى 2.7 مليون زيارة، وعلى الرغم من الإقبال الشديد أوضح مؤسس الموقع الشاب السعودي "زين العابدين توفيق"، عبر حسابه الرسمي على تويتر أنه هو المشغل الوحيد للموقع.
وزين العابدين، حسب المذكور على حسابه الشخصي، مهندس برمجيات تخرج في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، أوضح أن الدافع الرئيسي لإنشاء هذا الموقع "ملاحظة صعوبة نقد الموظف لرئيسه في العمل والرغبة في تطوير أداء الرؤساء في الشركة".
وعلى الرغم من أن الموقع ينصح مستخدميه بالإيجابية، إلا أن الكثيرين عبروا عن تلقيهم رسائل سلبية كثيرة منها النقد الذي قد يصل في أحيان كثيرة إلى الإساءة، إلا أن الأمر لم يخل من السخرية، فسخر بعض نشطاء "تويتر" من "صراحة" مستخدميه.
وحول سبب انتشار الموقع بين الشباب العرب، يقول الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي، إن الخجل الاجتماعي هو المحرك الأساسي لزيادة إقبال الشباب العربي على الموقع، والخجل بالمفهوم النفسي العلمي يعتبر أزمة عارضة قد تصيب جميع أبناء البشر على السواء من رجال ونساء وأطفال، ولكن الأمر غير طبيعي حين يصبح الخجل صفة من صفات الطبع أي حين يكون الإنسان خجولا.
لكن الدكتور جمال يؤكد أن أزمة الخجل لا يمكن أن تحدث إلا بوجود شخص أو أشخاص يوجهون انتباههم إلينا ليعترينا الخجل وهذا بالتحديد ما يوفره الموقع حيث إنه يشعرك بأن هناك أشخاصا مهتمون بك حتى ولو كانوا مجهولي الهوية.
"الحرية المطلقة للنقد" هو السبب الثاني الذي يعتقده مستشار الطب النفسي لرواد الموقع ووجود حالة الاختناق النقدي التي تشكلت تحت تأثيرات الهيمنة الاجتماعية الأبوية وسيادة التسلط الثقافي والسياسي والاقتصادي الذي وسّع مساحات الكبت والمحظور، هذا الواقع الذي ثبّت حالة من الارتباك والاختناق جعل الكثير من الشباب العربي يجد ضالته في الفضاء الافتراضي.
aXA6IDMuMTI4LjIwMS4yMDcg جزيرة ام اند امز