حفلات زفاف بـ"إذن استثنائي".. تحدي كورونا يثير الجدل في لبنان
تفشي فيروس كورونا المستجد وقرار الإقفال في مواجهته كبدا قطاع الترفيه والأعراس في لبنان خسائر كبيرة تقدر بملايين الدولارات
تسبب انتشار فيروس كورونا المستجد في إرباك العديد من الأشخاص والقطاعات حول العالم، فبين من يريد أن يكمل حياته بشكل طبيعي والقرارات الحكومية التي تسعى لفرض قوانين للحد من انتشار الفيروس تأتي بعض القرارات الاستثنائية من لبنان لتثير ضجة عارمة.
وكان آخر تلك القرارات منح وزير الصحة اللبناني حمد حسن استثناءات لإقامة 7 أعراس نهاية الأسبوع رغم الإقفال التام الذي فرضته إجراءات الحكومة، والذي أثار خلافا بينه وبين وزير الداخلية محمد فهمي، وذلك بعد تسجيل أعداد كبيرة من الإصابات بفيروس كورونا في الأيام الأخيرة، حيث وصلت الجمعة إلى 224 إصابة والسبت إلى 175 مع تسجيل حالتي وفاة.
ورغم اتخاذ الحكومة اللبنانية قرارا بالإقفال التام لمدة 4 أيام من الخميس حتى الاثنين ومنع إقامة الحفلات، كشفت وسائل إعلام لبنانية عن استثناءات منحها وزير الصحة سامحا بإقامة عدد من الأعراس ليعود حسن ويقر أنه أعطى إذنا لتنظيم 7 أعراس شرط الالتزام بإجراءات الوقاية.
لكن مقاطع الفيديو التي انتشرت في الإعلام وعلى وسائل التواصل أظهرت خلو الحفلات من هذه الإجراءات، فيما عمدت قوى الأمن الداخلي إلى فرض غرامة على العروسين قيمتها 25 مليون ليرة لبنانية، لمخالفتها قرار الحكومة، علما أن أحد هذه الأعراس كان لملكة جمال لبنان السابقة والممثلة اللبنانية فاليري أبو شقرا التي عقد قرانها البطريرك الماروني بشارة الراعي في مقر البطريركية المارونية.
وأثار هذا التضارب موجة غضب شعبية في لبنان خاصة أن وزير الداخلية كان سمح بإقامة الحفلات التي كانت محددة في عطلة نهاية الأسبوع وحال الإقفال دون إقامتها إلى إعادة تنظيمها يومي الثلاثاء والأربعاء وهو ما أثار استغراب اللبنانيين وسخريتهم وطرح علامات استفهام حول هذه الإجراءات.
وفي حديث تلفزيوني انتقد حسن إقدام وزارة الداخلية على تنظيم المحضر بحق أصحاب العرس لحصولهم على إذن مسبق، ليعود بعدها وزير الداخلية ويحذر من إقامة الحفلات في مرحلة الإقفال ويعلن في بيان له رفض أي إذن من أي جهة كانت في إشارة واضحة وانتقاد لإجراء وزير الصحة.
وفي حديثه التلفزيوني كشف وزير الصحة حمد حسن أنه أعطى استثناءات لإقامة 7 حفلات زفاف، وقال: "علينا أن نتكيف ونعيش الأفراح والأحزان لكن بضوابط وإجراءات معينة".
وأضاف: "في حال تسجيل خروق للإجراءات في الاستثناءات التي أعطيناها لحفلات زفاف فيتم التنسيق مع وزارة الداخلية لإعادة النظر بالاستثناء".
في المقابل، قال وزير الداخلية محمد فهمي في بيانه: "يحظر على الراغبين بإقامة حفلات الزفاف الاستمرار بها في الأيام الخاضعة للإقفال التام والتي يمنع فيها منعا باتا إقامة أي نوع من الحفلات والسهرات بما فيها الزفاف".
وأضاف: "بالتالي، فإن أي إذن من أي جهة أو سلطة أتى، ممنوع إطلاقا، على أن يصار إلى تسطير محاضر ضبط بحق المخالفين للقرار الصادر عن وزارة الداخلية والبلديات حول التدابير والإجراءات المتخذة للحد من انتشار وباء كورونا".
ولاقى هذا التخبط والإرباك في الإجراءات انتقادات واسعة في لبنان، خاصة أنه تم الكشف في الأيام الأخيرة عن إصابات نتيجة التواجد في حفلات وأعراس.
يذكر أن تفشي فيروس كورونا المستجد وقرار الإقفال في مواجهته كبدا قطاع الترفيه والأعراس في لبنان خسائر كبيرة تقدر بملايين الدولارات.
وكتبت الإعلامية اللبنانية لاريسا عون على تويتر: "على أي أساس يمنح وزير الصحة هذا الاستثناء؟".
وكتب الإعلامي بسام أبوزيد على تويتر: "خلاف بين وزارتي الصحة والداخلية بخصوص تدابير الإقفال لمواجهة كورونا ولا سيما حفلات الزفاف، وكأن كل وزير من حكومة ومن بلد".
وسأل هادي: "كيف يمنح وزير الصحة استثناء لأعراس؟ هل يعني ذلك أن كورونا يتجول بأوامر من هذا الوزير؟".
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها وزير الصحة لانتقادات لمخالفته الإجراءات الوقائية المرتبطة بوباء كورونا، إذ سبق له أن شارك في احتفال تكريمي له في بلدته في البقاع وانتشرت صور له محمولا على الأكف وسط تجمع كبير وبين أشخاص لا يلتزمون الإجراءات الوقائية ولا التباعد الاجتماعي، وهو ما عرّضه حينها أيضا لانتقادات واسعة.
aXA6IDMuMTM1LjI0Ny4xNyA=
جزيرة ام اند امز