كتلة كورونا تزن بين تفاحة وطفل صغير.. لماذا تحدث هذا الدمار بالعالم؟
إذا تم تجميع جميع كتلة جزيئات فيروس كورونا المستجد المنتشرة حاليًا في البشر حول العالم معًا، فسوف تزن ما بين تفاحة وطفل صغير.
جاء ذلك وفقًا لتحليل نتائج دراسة جديدة تم نشرها في العدد الأخير من دورية "بروسيديج أوف ناشونال أكاديمي".
وقدر مجموعة من الباحثين في الدراسة أن كل فرد مصاب يحمل ما يقرب من 10 مليارات إلى 100 مليار جسيم من الفيروس في ذروة الإصابة، ويشير ذلك إلى أن جميع فيروسات كورونا المستجد التي تصيب الناس حاليًا في جميع أنحاء العالم، لها كتلة جماعية في مكان ما بين (0.1 و10 كجم).
ومع ذلك، فإن الصغر لا يعني أنه ضئيل، فالقنبلة الذرية أقل من 100 كجم من المواد الانشطارية، ومع ذلك فإن لها تأثير تدميري كبير، كما يقول تقرير نشره، الأربعاء، موقع "لايف ساينس".
وأضاف التقرير: "بالمثل نحن هنا نتحدث عن كتلة بالغة الضآلة من الفيروسات، تلحق الدمار بالعالم".
وأصاب الفيروس الآن أكثر من 173 مليون شخص وقتل أكثر من 3.7 مليون، وفقًا للوحة معلومات فيروس كورونا في جامعة جونز هوبكنز الأمريكية.
ولحساب مقدار الفيروس الذي يمكن أن يحمله كل شخص مصاب، استخدم الباحثون في الدراسة القياسات السابقة المأخوذة من قرود الريسوس حول مقدار فيروس كورونا المستجد الذي حملوه خلال ذروة العدوى في الأنسجة المختلفة المعروف أنها معرضة للفيروس، بما في ذلك الرئتين واللوزتين والغدد الليمفاوية والجهاز الهضمي.
ثم قاموا بضرب عدد جزيئات الفيروس الموجودة لكل جرام من الأنسجة في قرود الريسوس مع كتلة الأنسجة البشرية، لتقدير عدد جزيئات الفيروس في الأنسجة البشرية.
من الحسابات السابقة التي تستند إلى قطر الفيروس، كانوا يعرفون بالفعل أن كل جسيم فيروسي له كتلة 1 فيمتوجرام (10 مرفوعة إلى 15 جرامًا تحت الصفر)، وباستخدام كتلة كل جسيم وعدد الجسيمات المقدرة، حسبوا أن كل شخص في ذروة الإصابة، يحمل حوالي 1 ميكروجرام إلى 10 ميكروجرامات من جزيئات الفيروس.
وسمح تحليل هذه الأرقام للفريق بفهم أفضل لما يحدث في الجسم خلال العدوى، مثل عدد الخلايا المصابة وكيف يقارن عدد جزيئات الفيروس في الجسم بمدى سرعة تطور الفيروس، كما قال ميلو.
ثم قاموا بعد ذلك بحساب عدد الطفرات التي سيجمعها الفيروس في المتوسط أثناء إصابة شخص واحد وأيضًا عبر جميع السكان.
للقيام بذلك، استخدموا تقديرًا سابقًا، من فيروس كورونا يشبه عدد مرات تحور نوكليوتيد واحد، وضربه في عدد النيوكليوتيدات في جينوم كورونا المستجد، ثم أخذوا في الحسبان عدد مرات نسخ الفيروس من نفسه داخل الجسم أثناء الإصابة.
ووجدوا أنه أثناء الإصابة في مضيف واحد، قد يتراكم الفيروس حوالي 0.1 إلى طفرة واحدة عبر جينومه بأكمله.
وكتب الباحثون أنه نظرًا لوجود 4 إلى 5 أيام من الوقت بين العدوى، فإن الفيروس سيجمع حوالي 3 طفرات شهريًا ، وهو ما يتوافق مع معدل التطور المعروف لكورونا المستجد.
لكنهم وجدوا أيضًا تباينًا كبيرًا في عدد الجزيئات الفيروسية عبر البشر المصابين، ففي الواقع، يمكن أن يختلف من 5 إلى 6 درجات من حيث الحجم، ما يعني أن بعض الأشخاص المصابين قد يكون لديهم ملايين المرات من هذه الجسيمات أكثر من الآخرين.
aXA6IDMuMTM1LjI0Ny4xNyA= جزيرة ام اند امز