ما الذي تعنيه زيارة سمو ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، إلى سلطنة عُمان في هذا التوقيت بالذات؟
ربما يكون هذا أكثر سؤال يُتداول اليوم، حيث يزور سموه العاصمة العُمانية في ثاني زيارة خارجية له منذ بدء جائحة كورونا، وذلك لبحث عدد من مجالات التعاون، بعد توطد العلاقات بين البلدين بشكل أكبر خلال الفترة الماضية، وبعد زيارة جلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد، للسعودية، في وقت سابق من هذا العام في أول زيارة خارجية له.
وتحمل زيارة ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، إلى عُمان، دلالات عدة، أبرزها تأكيد التناغم الكبير بين البلدين الكبيرين في منطقة الخليج العربي، ما يخلق تقاربا أوضح في وجهات النظر في المجالات الأمنية والسياسية والاقتصادية، حيث يصل سمو ولي العهد السعودي حاملاً معه ملف الاقتصاد والفرص الاستثمارية إلى بلد خصب يمتلك مميزات شتى.
ثاني الدلالات، الانتقال بالعلاقات بين البلدين إلى عهد جديد متطور من التعاون، انطلاقاً من عمق العلاقات التاريخية والرغبة الصادقة في تحقيق المصالح المشتركة بواقعية، لنجد في المستقبل تحولات لخدمة السلام في المنطقة، في وقت يزداد إدراك الخليجيين لأهمية التكتل للتعامل مع الوقائع التي فرضتها التغيرات على الساحة الإقليمية، ما يحتم على الدول كافة زيادة تحالفاتها للتصدي للأخطار المحدقة.
والحقيقة أن تلك التحديات المشتركة تخلق موقفاً أكثر ثباتاً بين السعودية وعُمان وبين دول مجلس التعاون الخليجي كافة، والتي تشترك في أهداف الاستقرار والإيمان بالسلام والدعوة إلى تحقيق مصالح شعوبها وشعوب العالم.
إن المستقبل يحمل معه مرحلة من التعاون المثمر والنمو والازدهار والتكامل بين دول الخليج العربي الست، وإن الشعبين، السعودي والعماني، يشتركان في الأصول والعادات والتقاليد وأسس الحضارة، لكن لعل أكبر المشتركات هي العقلية المتشابهة في القيادة وأهداف المستقبل، ووصول الطموح الشاب إلى مركز اتخاذ القرار وما ينطوي عليه من تغير في التفكير القيادي.
من الناحية الاقتصادية تتشارك المملكة والسلطنة في السعي الطموح لتنويع مصادر الدخل عبر رؤية المملكة 2030 ورؤية عُمان 2040، ما يتيح لهما الاستفادة من الخبرات والخطط لتفعيل ذلك التحول.
أما سياسيا، فهناك مرونة عالية لدى البلدين في التعامل مع تغيرات الإقليم والعالم.. فضلا عن المتطلبات التنموية التي تحتاج إلى انفتاح أيضا على المشاريع الحداثية والأفكار الجديدة.
في الختام، يُكِنُّ الشعب العُماني كثيراً من التقدير لسمو الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد السعودي، ويعتبرونه ممثلا للطموح والمستقبل الباهر المتفتّح، الذي استطاع أن ينتقل، تحت القيادة الحكيمة للملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، بالسعودية إلى آفاق واسعة من التقدم والازدهار، ويعوّل العُمانيون كثيراً على الزيارة، التي يقوم بها سمو ولي العهد السعودي، في توسيع أفق التعاون بين البلدين الشقيقين -لا سيما التعاون الاقتصادي- لذا نجد ردود الفعل الإيجابية على هذه الزيارة الكريمة في أحاديث أهل عُمان وفي منشوراتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.. فأهلاً بسمو الأمير وأهلاً بالمملكة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة