بدايةً نرفع أسمى آيات التهنئة لدولة الإمارات قيادة وشعباً بمناسبة عيد الاتحاد الخمسين واستمرار مسيرتها المباركة نحو التقدم والازدهار.
ونتطلع معاً بإذن الله في هذه الأيام السعيدة إلى خمسين عاما قادمة مليئة كالمعتاد بالرفاهية على شعوبنا، ولتنعم منطقتنا العربية بما تستحق من استقرار ومكانة.
لا يخفى على أحد مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة في قلب كل عربي، لكنني أركز هنا على الأخوّة بين السعودية والإمارات، فالمحبة التي يحملها كل سعودي لدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة تجسيد للعلاقة القوية والحميمة بين الدولتين الكبيرتين، فالسعودية والإمارات روحٌ واحدة تسري في جسد واحد، ونحن في المملكة نسعد ونحتفي بعيد الاتحاد الخمسين لدولة الإمارات، لنشارك شعبها الشقيق وحكومتها بهذه الذكرى، التي تردنا إلى تأمل علامات الاستقرار السياسي والانتعاش الاقتصادي والاجتماعي.
هذا الشعور المشترك بين الدولتين والشعبين الشقيقين نتيجة طبيعية للانسجام والتآلف والتلاحم والثقة والاحترام والمودة بين القيادة في السعودية والإمارات، وذلك لتحقيق نهضة تنموية نموذجية تأخذ مكانها اللائق في مشوار التنافسية العالمية والوصول بالدولتين إلى آفاق التميز والإبداع.
من خلال ما نشاهده ونعيشه، اتسمت السياسة الخارجية لدولة الإمارات، التي رسم مسارها الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ـطيّب الله ثراه- بالحكمة والاعتدال وارتكازها على قواعد سليمة واستراتيجية ثابتة، تتمثل في الحرص على الالتزام بميثاق الأمم المتحدة واحترامها القوانين الدولية، وإقامة علاقات احترام متبادل مع جميع دول العالم، فضلا عن عدم التدخل في شؤون الغير، والمشاركة في حل النزاعات الدولية بالحوار والطرق السلمية، والإسهام الفاعل في دعم الاستقرار بين دول العالم.
في هذا المقام لا أنسى أبدا أن أشيد بما تحققه القيادة الإماراتية للمرأة في الدولة، ما جعلها تُسهم في بناء ملامح المستقبل ودعم مسيرة التنمية والتقدم التي تشهدها الإمارات على جميع الأصعدة.
نعود إلى العلاقات الأخوية القوية والعميقة.. فقد شهدت العلاقات السعودية الإماراتية تطورًا كبيرا واستراتيجيًا في إطار الرؤية المشتركة بين الدولتين، وذلك للارتقاء بالعلاقات الثنائية بينهما، وتعزيزا لعلاقات التعاون التاريخية في مختلف المجالات، لتحقيق مصالحهما الاستراتيجية، وللعرب عموما باعتبار أن الدولتين تتمتعان بثقل سياسي واقتصادي كبير في المنطقة والعالم، لذا أصبح المصير مشتركا بين السعودية والإمارات، وترسخت أسس التعاون والمحبة بين الدولتين وقيادتَيهما، اللتين يرى الجميع مدى الجهود التي تبذلانها ودورهما الفعال على الصعيد الإقليمي والدولي، وقبلهما الخليجي، وتأثيرهما الحيوي في محاربة الإرهاب والتطرف وحفظ الأمن واستقرار المنطقة والعالم من مخططات أعداء الأوطان والإنسانية.
ندرك -نحن السعوديين والإماراتيين- أن الدول العربية أمامها تحديات كبيرة، لكن بالعزيمة والإصرار سيتحقق لنا دائما الأفضل، وبالجهد الملموس سنمضي في طريق تقدمنا وارتقائنا إلى صفوف دول العالم الأول، ونثق بقيادتَي السعودية والإمارات في تحقيق الأمن والاستقرار والرفاه لشعبيهما وشعوب المنطقة كلها.. هكذا الأشقاء.. "معاً إلى الأبد" على العهد باقون.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة