مجلة: الغرب بحاجة إلى خطة لتفادي الإرهاق بأوكرانيا
قالت مجلة ناشيونال إنترست الأمريكية إن استمرار العملية الروسية في أكرانيا سيؤدي إلى طريق مسدود أشبه بحرب استنزاف.
وأشارت المجلة إلى أن "مليارات الدولارات من الأسلحة والذخائر والبنية التحتية التي قدمها حلفاء الناتو لأوكرانيا والعدد الهائل من الدروع والصواريخ والأفراد المتاحين لروسيا من المرجح أن تؤدي إلى طريق مسدود طويل الأمد، أشبه بحرب استتزاف لن تستطيع من خلالها روسيا أن تخضع أوكرانيا أو أن تتمكن أوكرانيا من "استعادة كل شبر من أراضيها".
وأشار التقرير إلى أن روسيا تخسر قوتها البشرية بمعدل يفوق قدرتها على الإحلال، وأنها تفقد عددا كبيرا من ضباطها بشكل مفاجئ، بما في ذلك كبار الضباط حتى الجنرالات. يبدو أنها لا تمتلك استراتيجية متماسكة. كما أنها تفقد أسلحتها بشكل أسرع مما يمكنها تحمله.
في المقابل، تمتلك أوكرانيا قوة أصغر بكثير، ودبابات قليلة، وبلا صواريخ أو طائرات حربية، ومعدات أقل بشكل عام. الأمر الذي دفع الحلفاء في الناتو إلى تعويض بعض التفاوت في المعدات ولكنهم لم يعوضوا النقص في عدد الجنود.
وتابعت:" قدم حلفاء أوكرانيا الدبابات والصواريخ المضادة للدبابات والمضادة للطائرات والمركبات المدرعة والمروحيات وأنظمة الصواريخ المضادة للمدفعية والطائرات المسيرة والذخيرة والصواريخ طويلة المدى مؤخرا مثل هيمارس الأمريكية، لكن أوكرانيا لا تزال غير قادرة على الوصول إلى ما هو أبعد من ذلك، الحدود الروسية".
وأشارت المجلة إلى أنه لا يمكن لأي من الطرفين الاستمرار على هذا المعدل، فروسيا تخضع لعقوبات معوقة خفضت بالفعل إجمالي الناتج المحلي السنوي في عام 2022 إلى 2.7 بالمائة، ناهيك عن الارتفاع الكبير في معدلات الضحايا والوفيات في قواتها المسلحة.
لكن الرئيس فلاديمير بوتين رغم ذلك لديه أوراق أخرى يمكنه الاستفادة منها في حال تعرض لضغوط شديدة، أبرزها الانقسام في جورجيا، واستمرار الأعمال العدائية بين أرمينيا وأذربيجان، واحتمال زعزعة استقرار صربيا في البلقان، والصراع في سوريا. وأخرى.
ومع ذلك، فإن الروس سيواجهون مشاكل كبيرة في أوكرانيا بغض النظر عن وقت توقفهم عن الهجوم. ويجب ألا يتوقع الروس أن السيطرة على المناطق ستكون سهلة إلى حد بعيد.
وتتوقع المجلة أن يتداعي التأييد الكبير لأوكرانيا بين دول الناتو، لأن الحرب لا تؤثر فقط على الأوكرانيين بل على الحلفاء أيضا.
وأضافت "لقد كان زيلينسكي واضحا في أن أوكرانيا سوف تطلب 5 مليارات دولار شهريا من شركائها، وهو تقدير أولي الآن يمكن أن يتضاعف في المستقبل غير المحدد".
لكن امتثال الحلفاء لهذا الطلب إلى أجل غير مسمى أمر غير محتمل. فمع استمرار الحرب سيبدأ المزيد من مواطنيهم والمزيد من ممثليهم السياسيين في التشكيك في تمويل أوكرانيا.
وأشارت المجلة إلى الاقتصادات المتحالفة تتجه نحو الركود وهي تعاني بالفعل من ارتفاع معدلات التضخم. وهم يواجهون تحديات بسبب تغير المناخ والحرائق والجفاف والمطالبات الاجتماعية لمواطنيهم والأزمات في مناطق أخرى من العالم (خاصة أفريقيا) وارتفاع معدلات الضرائب والتضخم والسياسة. وفي الداخل هناك بالفعل تصدعات في الجبهة السياسية التي كانت موحدة سابقا، ففي الولايات المتحدة يتوقع أن ينضم الديمقراطيون إلى الجمهوريين في معارضة استمرار التمويل غير المحدود وإرسال المعدات لأوكرانيا.
وفي ألمانيا هناك معارضة من اليمين واليسار للاستمرار في تمويل الحرب. ومن غير المرجح أن يكون خليفة رئيس الوزراء بوريس جونسون بنفس تأييده القوي لأوكرانيا. وسيكون لنقص الغاز والمنازل الباردة هذا الشتاء آثارها السياسية.
ومن ثم يحتاج حلفاء الناتو وزيلينسكي الآن إلى وضع استراتيجية قابلة للتطبيق على المدى الطويل، وخطة ذات أهداف واقعية وضمانات مالية وعسكرية قابلة للتطبيق. ولتنفيذ الاستراتيجية يجب أن يقبل زيلينسكي بتلك الاستراتيجية، ولا سيما أهدافها المحدودة على الأرجح بما في ذلك التنازل المحتمل، على الأقل مؤقتا، لبعض الأراضي الأوكرانية.
aXA6IDMuMTQ1LjM0LjUxIA==
جزيرة ام اند امز