تعليق نشر ملخصات مكالمات ترامب.. ضبابية بدبلوماسية البيت الأبيض
لم يصدر أي تأكيد بعد عن البيت الأبيض، لما نقلته شبكة "سي إن إن" الأمريكية
أفادت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أن البيت الأبيض علّق العمل بإجراء نشر ملخصات عامة للمكالمات الهاتفية التي يجريها الرئيس دونالد ترامب مع زعماء العالم، لينهي بذلك عادة مشتركة لطالما وحّدت بين الإدارات الجمهورية والديمقراطية المتعاقبة.
ونقلت "سي إن إن" عن مصدريْن لم تسمّهما قولهما، إنه من غير الواضح ما إن كان التعليق مؤقتًا أو دائمًا، فيما امتنع متحدث باسم البيت الأبيض عن التعليق.
- بالصور.."دبلوماسية الكرة" في قمة هلسنكي بين بوتين وترامب
- مكالمات ترامب "السرية" مع قادة العالم تربك حسابات مساعديه
الشبكة أشارت إلى أن التوصيفات الرسمية لمكالمات الرئيس مع القادة الأجانب، والتي يطلق عليها "القراءات" بلغة واشنطن، تتيح لموظفي الإدارة فرصة وصف الممارسة الدبلوماسية التي تجري على أعلى المستويات بين الدول بـ"مصطلحاتهم الخاصة".
ولفتت إلى أن ترامب أجرى اتصالين هاتفيين على الأقل خلال الأسبوعين الماضيين، بما في ذلك نظيره التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأكد البيت الأبيض أن المكالمات أُجريت بعد أن أشارت إليها وسائل إعلام أجنبية، لكنه امتنع عن توضيح ما قيل.
غير أن البيت الأبيض لم ينشر أيّ قراءة (عرض) لمكالمات بين ترامب وزعيم عالمي، وذلك منذ منتصف يونيو/حزيران عندما اتصل لتهنئة رئيس الوزراء المجري على فوزه في الانتخابات، حيث أفادت القراءة آنذاك أن "الزعيمين تعهدا بمواصلة الحفاظ على علاقات قوية بين البلدين".
من جانبه، قال مايكل ألين، الذي كان عضوًا في مجلس الأمن القومي إبان إدارة الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش: "بوقف إجراء إصدار القراءات، فإن البيت الأبيض يفقد "البروتوكول الذي يفرض إجراء مكالمة هاتفية معلنة".
وأضاف ألين: "أعتقد أنهم فقدوا جانب الدبلوماسية العامة للمكالمة الهاتفية الرئاسية".
وأشارت "سي إن إن" إلى أن الاتصالات مع قادة العالم تعتبر أحداثا منسقة للغاية، كانت تتطلب في الماضي تخطيطا دقيقا من قبل فريق الأمن القومي للرئيس، حيث تحول هذه المكالمات عادة إلى غرفة العمليات، وفي بعض الأحيان يستمع المساعدون.
وبمجرد انتهاء المكالمة، يقوم الجانبان عادة بنشر قراءة لما تمت مناقشته، ومع ذلك، فمن المعروف أن القراءات تختلف بين الحكومات.
وبعد أن تحدث ترامب مع رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، في أبريل/نيسان 2017، قدم الجانبان روايات مختلفة إلى حد كبير حول ما تمت مناقشته.
توني بلينكن، الذي شغل منصب نائب وزيرة الخارجية في إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، من 2015 إلى 2017، اعتبر أن هناك سببين رئيسيين وراء أهمية إصدار القراءات، "أحدهما هو الشفافية، فهناك اهتمام عام بمعرفة من تحدث معه وما تحدثا عنه".
وأضاف في تصريحات لشبكة "سي إن إن": "ثانيا، تساعد هذه القراءات في صياغة الرواية. إذا لم نقم بالقراءة، وفعل البلد الآخر ذلك، فإن روايتهم ستكون هي السائدة".
ومن المعروف أن ترامب يجري مكالمات مع زعماء أجانب من مقر إقامته في البيت الأبيض أثناء ما وصفه مساعدوه بأنه "وقت تنفيذي".
وقبل أن يتم فصله هذا الربيع، كان مستشار الأمن القومي السابق، الجنرال إتش آر ماكماستر، في كثير من الأحيان يتواجد إلى جانب ترامب أثناء إجراء مكالماته.
فيما أشار مسؤول في البيت الأبيض إلى أن خليفته جون بولتون حاضر بانتظام خلال اتصالات ترامب مع القادة.
ووفق الشبكة الأمريكية، يأتي قرار وقف القراءات وسط تساؤلات حول ما دار في القمة الأخيرة التي عقدها ترامب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي، عاصمة فنلندا.
وفي أغسطس/آب الماضي، غضب ترامب حين نشرت صحيفة "واشنطن بوست" نصوص مكالماته الهاتفية المتوترة مع قادة أستراليا والمكسيك.
وانتقد الرئيس الأمريكي بشدة التسريب في أحاديثه لمساعديه طيلة أسابيع، وأصر على تواجد عدد أقل من الأشخاص في الغرفة أثناء إجراء المكالمات.