3 مخاطر يسببها استنزاف احتياطي النفط الأمريكي
للمرة الثالثة في غضون أربع سنوات، تلجأ الولايات المتحدة لتحرير جزء من الاحتياطات الاستراتيجية للنفط، بهدف خفض الأسعار محليا.
الخميس الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن خطة لسحب مليون برميل من النفط يوميا للأشهر الستة المقبلة من الاحتياطي البترولي الاستراتيجي للبلاد، بإجمالي يصل إلى 180 مليون برميل.
تأتي هذه الخطوة بعد أن أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى ارتفاع أسعار النفط الخام، مما أدى إلى ارتفاع حاد في أسعار الوقود في الأسواق المحلية، في وقت تسجل نسب التضخم الأمريكية أعلى مستوياتها منذ 40 عاما.
لكن، هناك مجموعة من السلبيات وراء استخدام الولايات المتحدة، لمخزون النفط الخاصة بها في أوقات كهذه، أقل ما يقال عنها أنها لا تمس الأمن القومي الأمريكي.
الأول ، المخزون يتراجع ما يمثل خطورة في أي أزمة مستقبلية؛ الأمر الذي يتطلب بناء احتياطيات عبر شراء المزيد من النفط، وقد يستغرق ذلك سنوات.
واحتاجت الولايات المتحدة أكثر من عامين اثنين لزيادة مخزونات النفط الخام لديها بمقدار 100 مليون برميل، خلال السنوات الثلاث الماضية، وهي فترة كانت أسعار الخام جاذبة لبناء الاحتياطات.
الثاني هو التأثير على المناخ؛ حيث يريد دعاة حماية البيئة من الولايات المتحدة أن تنقب وتستهلك كميات أقل من النفط وليس أكثر.
والولايات المتحدة هي أكبر مستهلك للنفط الخام في العالم، بمتوسط يومي 17 مليون برميل، وتعتبر ثاني أعلى بلد مصدّر للانبعاثات الكربونية بعد الصين، بأكثر من 5.7 مليار طن سنويا.
الجانب السلبي الثالث يخص بايدن على وجه التحديد؛ لأن السحب من الاحتياطي الاستراتيجي، قد لا يغير أسعار النفط نحو النزول بشكل كبير على المدى القصير، وربما لن يغيرها على المدى الطويل.
ومن الصعب أيضا معرفة مدى ارتفاع الأسعار، بدون النفط الإضافي- لذلك إذا كان الشعب الأمريكي يعاني من ارتفاع الأسعار نسبيا، فقد لا يلاحظ ما إذا كانت الاحتياطيات تخفف الضرر على محافظهم.
ما هو الاحتياطي البترولي الاستراتيجي؟
مخزون من النفط الخام تحتفظ به الولايات المتحدة في حالة الطوارئ؛ إذا تعطلت الإمدادات مثل إعصار أو حرب، يمكن للولايات المتحدة الاستفادة من الاحتياطي وتجنب النقص.
وتأسس احتياطي البترول الاستراتيجي بعد أزمة النفط في سبعينيات القرن الماضي؛ بعد إحجام الدول العربية عن تزويد الدول المستهلكة بالنفط.
أين يتم التخزين؟
في كهوف الملح تحت الأرض في تكساس ولويزيانا؛ حيث تحتوي الكهوف حتى نهاية الشهر المضي، قرابة 500 مليون برميل من النفط الخام، تشكل نحو 29 يوما من الاستهلاك المحلي.
الولايات المتحدة، يمكنها إقراض النفط الموجود في الاحتياطي لشركات النفط (التي تسدده بفائدة)، أو بيعه لجمع الأموال للحكومة الفيدرالية.
ويبدو أن الخيارات أمام الرئيس الأمريكي جو بايدن، شحيحة، لخفض أسعار الوقود داخل السوق المحلية، لذا وجد خيار اللجوء إلى الاحتياطي الاستراتيجي للنفط.
والخميس الماضي، اتهم الرئيس الأمريكي، بعض الشركات الأمريكية برفض زيادة إمدادات النفط، مشيرا الوقت ليس مناسبا لشركات النفط حتى تحقق أرباحا قياسية.
ويتحدث بايدن، عن أوقات صعبة على الأمريكيين، والاستخدام التاريخي للاحتياطي الاستراتيجي من النفط سيخفض الأسعار. وأرجع أسباب ارتفاع أسعار النفط إلى كورونا وحرب أوكرانيا.
aXA6IDE4LjExNi40OS4yNDMg جزيرة ام اند امز