مع ضمانات بوتين.. قائد "فاغنر" يواجه مصير ما بعد التمرد والمنفى
طُويت صفحة من كتاب تمرد مجموعة "فاغنر"، على القيادة الروسية، ونجحت وساطة الرئيس البيلاروسي إلكسندر لوكاشينكو، التي قادت إلى اتفاق يقضي بانتقال القائد يفغيني بريغوجين، إلى منسك؟
لم ينشر سوى قدر ضئيل من التفاصيل بشأن ذلك الاتفاق الذي تضمنت أهم بنوده، ضم مقاتلي فاغنر ممّن رفضوا منذ البداية المشاركة في تمرد بريغوجين، لصفوف القوات المسلحة الروسية والتعاقد مع وزارة الدفاع، وعدم خضوعهم لأي ملاحقات قانونية، وفقا لصحيفة الجارديان البريطانية.
كما تضمن الاتفاق عودة قوات شركة فاغنر إلى معسكراتها، ومن لا يرغب في العودة إلى المقار والمعسكرات يوقع اتفاقيات مع وزارة الدفاع الروسية. وأخيرا إغلاق القضية الجنائية بحق بريغوجين ومغادرته إلى بيلاروسيا، في ظل ضمانات شخصية من الرئيس فلاديمير بوتين والرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو بشأن سلامته.
بيد أنه منذ ذلك الحين، لا تزال العديد من الأسئلة المتعلقة بمستقبله بلا إجابة، مثل مستوى حريته وأمنه المباشر، والذي قد يعتمد على ما يفعله في بيلاروسيا.
هل يلقى بريغوجين نفس مصير خصوم بوتين السابقين؟
رأى خبير عسكري أمريكي أن التمرد الذي أجهضه رئيس مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين يوم السبت قد ينتهي بموته.
وقال ويليام ويشسلر، المدير الأول لمركز رفيق الحريري وبرامج الشرق الأوسط في المجلس الأطلسي: "في الوقت الحالي، قد يرغب في الابتعاد عن أي نوافذ في الطابق العلوي"، في إشارة إلى احتمال اغتياله.
وأشار ويشسلر إلى الشكوك التي أثيرت حول تورط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اغتيال اثنين من منتقدي العملية العسكرية في أوكرانيا العام الماضي، بعد سقوطهما من نوافذ المباني.
ففي ديسمبر/ كانون الأول، توفي الملياردير الروسي بافيل أنتوف بعد سقوطه من نافذة فندق في الهند. وانتقد أنتوف الحرب بأوكرانيا عبر حسابه على واتساب في يونيو/ حزيران قبل أن يزعم أن شخصًا آخر قد أرسل الرسالة ، عبر "بي بي سي".
كما توفي رافيل ماجانوف، أوليغارش الطاقة الروسي، بعد سقوطه من نافذة في مستشفى بموسكو في سبتمبر / أيلول. جاءت وفاة ماجانوف بعد ستة أشهر تقريبًا من إصدار شركة الطاقة لوك أويل التابعة له بيانًا أعرب فيه عن "مخاوف عميقة" بشأن الحرب في أوكرانيا.
وقال ويشسلر في مقابلة مع موقع "إنسايدر" الأمريكي: "بريغوجين يدرك تماما المصير الذي حل بخصوم بوتين، في روسيا وخارجها. لقد توصل إلى اتفاق لأن بوتين راعيه، وليس خصمه – وكانت النخبة العسكرية الروسية هي خصمه الوحيد".
وأضاف: "في النهاية، تجنب بوتين وبريغوجين نوع الصراع الذي كان من شأنه أن يخاطر بفقدان الأخير لكل شيء. وبالتالي يبقى آمنا اليوم كما كان من قبل".
أين جنود فاغنر الآن؟
عندما أعلن بريغوجين تمرده مساء الجمعة ، قال إنه قاد قوة قوامها 25 ألف جندي. وعقب السيطرة على روستوف، ذكرت تقارير أن مجموعة من 5000 رجل تم إرسالهم إلى الشمال باتجاه موسكو قبل أن يُطلب منهم وقف تقدمهم في منطقة ليبيتسك، على بعد حوالي 250 ميلاً جنوب العاصمة الروسية.
وعلى الرغم من أن تذمر فاغنر لم يدم أكثر من 24 ساعة، يبدو أن المجموعة ألحقت بعض الضرر بالجيش الروسي. وقالت قناة "ريبار" الروسية التي ترتبط بمصادر موثوقة، إن مقاتلي فاغنر أسقطوا سبع طائرات هليكوبتر، مما أسفر عن مقتل 20 جنديًا روسيًا.
هل هذه نهاية مجموعة بريغوجين؟
بنى بريغوجين مجموعة فاغنر لتصبح قوة عبر سنوات من التدخلات في جميع أنحاء ـفريقيا والشرق الأوسط - ومؤخرًا - أوكرانيا.
لكن الكرملين ألمح يوم السبت إلى حل الجماعة، حيث قال بيسكوف إن المقاتلين الذين لم يشاركوا في المسيرة سيوقعون عقودًا مع وزارة الدفاع.
وكان بوتين قد شدد في وقت سابق على توقيع جميع "الوحدات المتطوعة" عقودا بحلول الأول من يوليو/ تموز وضعها تحت سيطرة وزير الدفاع، سيرغي شويغو.
وأضاف بيسكوف أن مقاتلي فاغنر الذين شاركوا في التمرد لن يحاكموا، بالنظر إلى "إنجازاتهم السابقة في الجبهة".
aXA6IDMuMTQwLjE4Ni4xODkg
جزيرة ام اند امز