ماذا يحدث عندما يتجاوز العالم 1.5 درجة؟.. 7 كوارث
يواجه العالم الآن أكبر تحد في القرن الـ21، وهو منع متوسط درجة حرارة الكوكب أن تتجاوز 1.5 درجة مئوية؛ والسؤال، ماذا لو فشل البشر في هذه المهمة؟
من أبرز الاتفاقيات التي خرج بها مؤتمر الأطراف (COP21)، الذي انعقد في العاصمة الفرنسية باريس عام 2015، منع متوسط درجة حرارة الكوكب من تجاوز الـ1.5 درجة مئوية؛ خاصة أنّ متوسط درجة حرارة الكوكب الآن أكثر دفئًا بمقدار 1.2 درجة مئوية عما كان عليه قبل عصر الثورة الصناعية في أواخر القرن الثامن عشر، وهذا يعني أن الكوكب قريب إلى حد كبير من 1.5 درجة مئوية.
قريبون جدا
وفقًا لتقرير صادر عن "منظمة الأرصاد الجوية العالمية" (WMO) في 17 مايو/أيار 2023، بقيادة الدكتور "ليون هيرمانسون"؛ فقد تصل درجات الحرارة العالمية إلى مستويات قياسية جديدة بين عامي 2023-2027.
ومن المرجح أن تكون إحدى هذه السنوات هي الأدفأ على الإطلاق بنسبة 98%، وهناك احتمال بتجاوز متوسط درجات الحرارة 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل عصر الصناعة لمدة عام، بنسبة 66%.
لكن، هذا لا يعني أننا سنتجاوز مستوى 1.5 بشكل دائم، وإنما بصورة مؤقتة، كما أوضح الأمين العام لمنظمة الأرصاد الجوية "بيتيري تالاس".
- منذ عام 2015، زادت فرصة تجاوز متوسط درجات الحرارة عتبة الـ 1.5 درجة مئوية.
ماذا إذا تجاوزنا عتبة التحذير؟
هناك العديد من السيناريوهات المرتقبة مع تجاوز عتبة الـ1.5 درجة مئوية فوق مستوى ما قبل الصناعة، ومن ضمنها:
ارتفاع مستوى سطح البحر
في عام 2018، نشرت "الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ" (IPCC)، تقريرا تحذر فيه من تجاوز متوسط درجات الحرارة على الأرض الـ1.5 درجة مئوية؛ فهذا يعني أنه من المتوقع ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار يتراوح ما بين 26 إلى 77 سم بحلول نهاية القرن الجاريي، ما يعرض حياة الملايين للخطر؛ خاصة أولئك الذين يعيشون عند السواحل.
وداعا لحبس الكربون
من المتوقع أنه مع ارتفاع درجات حرارة الأرض، وتجاوزها لـ1.5 درجة مئوية فوق مستوى ما قبل الصناعة، أن تقل قدرة الأرض على امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، ما قد يُفاقم مشكلة الاحترار، خاصة أنّ الأرض تمتص كميات كبيرة جدًا من غازات الاحتباس الحراري، وبدون هذه القدرة؛ لارتفعت حرارة الأرض بشكل غير مسبوق.
فقدان الشعاب المرجانية
عند وصول درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية، من المتوقع موت ما بين 70 و90% من الشعاب المرجانية في جميع أنحاء العالم، وعند 2 درجة مئوية زيادة من الاحترار، قد نفقد 99% من الشعاب المرجانية، وهذا بالطبع يزيد فرصة انقراضها، ويضعها في قائمة الخطر.
والأمر لا يتوقف عند الشعاب المرجانية فقط، بل يتأثر التنوع البيولوجي والنظم البيئية كلها مع ارتفاع درجات الحرارة إلى 1.5، ويزداد الوضع سوءًا عندما ترتفع الحرارة إلى 2 درجة مئوية فوق مستوى ما قبل الصناعة.
الفقر بين المجتمعات البشرية
تتعرض العديد من المجتمعات البشرية لمخاطر الاحترار، خاصة تلك المجتمعات المحلية التي تعيش عند السواحل وتعتمد على الزراعة في الغذاء، والدول الأقل نموًا، ويتوقع تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ لعام 2018، أنّ الفقر سينتشر بين ملايين البشر.
انتشار الأمراض
لاحظ العلماء وجود علاقة بين ارتفاع درجات الحرارة وانتشار الأمراض، إذ تنشط العديد من مسببات الأمراض مع الاحترار، وقد يتأثر بعض الناس بالأشعة الكونية التي تخترق الأرض عبر ثقب الأوزون، وتتسبب في إصابة البشر بأمراض عديدة، أبرزها سرطان الجلد.
لذلك من المتوقع أنه مع وصول كوكبنا إلى 1.5 درجة مئوية، أن تنتشر بعض الأمراض كالملاريا وحمى الضنك.
جودة طعامنا
من المتوقع انخفاض كمية المحاصيل الأساسية مثل الذرة والأرز والقمح، خاصة في جنوب الصحراء الكبرى، وجنوب شرق آسيا وأمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية. كما ستقل الثروة الحيوانية، وجودة العلف.
أين الماء؟
قد يعاني 50% من سكان الأرض بسبب ندرة المياه المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة؛ خاصة الأشخاص الذين يعيشون في الشرق الأوسط والشرق الأدنى. علمًا بأنّ هناك العديد من المناطق التي تعاني ندرة المياه في الوقت الحالي.
يحتاج البشر إلى اتخاذ إجراءات مناسبة وفعّالة لتفادي مشكلة الاحترار، وإلا ستتأثر حياتهم، كما حصل بعد ارتفاع حرارة الأرض إلى ما يقرب من 1.2 درجة مئوية عن عصر ما قبل الصناعة.