الجمعة الـ15 من مارس الجاري أقدم إرهابي أسترالي على قتل مصلين في مسجد النور بمدينة كرايستشريش النيوزيلندية.
لقد صُدم العالم بأكمله في يوم الجمعة الـ15 من مارس الجاري حين أقدم إرهابي أسترالي على قتل مصلين في مسجد النور في مدينة كرايستشريش النيوزيلندية، وقام بكل فخر بتصوير عمليته الإرهابية عبر بث مباشر على وسائل التواصل الاجتماعي، وبقتل الأطفال والأمهات والمصلين العزل برشاش آلي من مسافة قريبة.
وقد توالت بعد الحادثة ردود الفعل الدولية المنددة والرافضة لأشكال الإرهاب أيًا كان المنطلق، بالتساوي مع ردود الأفعال الشعبية في الشرق والغرب.
وفي متابعة لردود الأفعال في وسائل التوصل الاجتماعي يلاحظ انقسام ردة الفعل العربية في ثلاثة جوانب: القسم الأول اعتراه الغضب الشديد على الحادثة المؤسفة التي راح ضحيتها 50 شخصًا على الأقل و50 مصابًا تتراوح إصاباتهم بين البالغة والمتوسطة، وأثارت مشاهد القتل مشاعر الحزن والغضب لديه لما رآه من ظلم لحق بالإنسانية جراء الفعل الآثم لرجل انساق وراء أحلام العرق المتفوق.
إن يوم الـ15 من مارس يشبه في شكله ومضمونه الحادثة التي راح ضحيتها الأبرياء بسبب فكر متطرف، وما أشبه اليوم بالبارحة، فهل تصدر قوانين تحد من الإسلاموفوبيا؟ لمنع مزيد من أنهار الدم الجارية باسم الدين تارة وباسم العرق تارة أخرى.
إن يوم الـ15 من مارس يشبه في شكله ومضمونه الحادثة التي راح ضحيتها الأبرياء بسبب فكر متطرف، وما أشبه اليوم بالبارحة، فهل تصدر قوانين تحد من الإسلاموفوبيا؟ لمنع مزيد من أنهار الدم الجارية باسم الدين تارة وباسم العرق تارة أخرى.
ولعل الغضب ردة فعل طبيعية، فلا يمكن تخيل أن يقتل الأبرياء وينكل بهم ثم يأتي من يبرر ذلك، فيما ذهب القسم الثاني من رواد التواصل إلى استغلال الحادثة سياسيًا بالتذكير بصراع الحضارات وضرورة معاداة الغرب واستحالة المهادنة، متخذين من الحاثة مطية للوصول إلى مآربهم الحزبية المكشوفة للقاصي والداني، أما القسم الثالث فقد اختار أن يلصق التهم في الهجمات التي استهدفت المسلمين على المسلمين أنفسهم حين ظهرت منهم جماعات تدعي الإسلام كداعش وأخواتها.
وبين الثلاثة أقسام -ربما تكون الانقسامات أكثر- يقف المتابع مندهشًا من هول مستوى الفكر الذي وصل إليه هؤلاء بالتوازي مع هول الكارثة التي لحقت بالمصلين في مسجد النور، وبين الحوادث الإرهابية وردود الفعل عليها تقف الإنسانية في موقف الضحية التي لا يبالي لفقدها أحد، فالكثير يبحث عن مصالحه من هكذا حوادث.
في المقابل تكشف الجريمة الإرهابية عن حالة ليست جديدة، لكنها تتنامى بشكل دراماتيكي وهي الإسلاموفوبيا في العالم الغربي، تلك الحالة من الخوف المرضي من الإسلام التي نشأت نتيجة تراكمات عززها تاريخ مليء بالأحقاد القديمة، إضافة إلى الإرهابيين الذين نسبوا صورة الإسلام زورًا لهم وشوهوا صورة هذه الديانة في العالم.
وكان نتيجة ذلك هجمات إرهابية طالت المسلمين في دول عدة كان آخرها نيوزيلندا البلد الآمن الذي لم يشهد جريمة كهذه من قبل، مع مخاوف أن تتسع دائرة الهجمات ضد المسلمين في العالم أجمع في ظل خطاب الكراهية الذي يزداد يومًا بعد يوم.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة