عبر RIDE.. «سمراويت فيكرو» تنقل إثيوبيا إلى عصر النقل الذكي

إيجاد حل لمشكلة نشاط سيارات الأجرة في وقت متأخر من الليل، كانت النتيجة أنها تحولت لبطلة قومية، بعد معالجتها لهذه المشكلة التي يعاني منها أيضا أبناء وطنها في إثيوبيا.
في قلب أديس أبابا، حيث كانت شوارع المدينة تعج بسيارات الأجرة البيضاء والزرقاء الصاخبة وفوضى المواصلات العامة، أطلقت سمراويت فكرو بهدوء ثورة رقمية في قطاع النقل.
ولم تكن تحاول تقليد وادي السيليكون، بل كانت تسعى لخلق شيء مختلف تمامًا، إثيوبي الطابع.
لم يكن لديها مستثمرون عالميون، ولا حملات، وفي بلد لا يتوفر فيه الإنترنت بشكل مستقر، أطلقت تطبيق "رايد" - أول تطبيق محلي لطلب سيارات الأجرة في إثيوبيا.
وأصبح التطبيق حل سحري للجميع، حيث مكّن السائقين من إيجاد مزيدا من الفرص، وسمحت للنساء بالعمل في مجال التكنولوجيا وفيما يلي نسلط الضوء بشكل أكبر على رائدة الأعمال الشابة.
نشأتها
وُلدت سمراويت فكرو في أصيلة، وهي بلدة صغيرة في إقليم أوروميا الإثيوبي.
وكانت الحياة في هذه البلدة بسيطة ومتوازنة، وكان والداها، اللذان لم يكونا من خلفية تقنية، يؤمنان إيمانًا راسخًا بالتعليم.
كان والدها موظفًا حكوميًا، ووالدتها ربة منزل، ولم تكن نشأتها في هذا البلد سهلة على فتاة مثلها، نظرًا لافتقاره إلى البنية التحتية التكنولوجية.
لكن فضولها لم يكن محدودًا، حيث قادها هذا الفضول إلى كلية HiLCoE لعلوم الحاسوب والتكنولوجيا في أديس أبابا، إحدى أبرز مؤسسات التعليم التقني في البلاد.
ودرست هندسة البرمجيات ليس فقط من أجل الحصول على وظيفة، بل لما تتيحه من قدرة على إيجاد حلول، لا سيما في بلد تُعزى فيه صعوبات الحياة اليومية إلى نقص البنية التحتية.
ولم تكن تعلم أن إحدى هذه الصعوبات ستُشكل مستقبلها.
وبتشجيع من والديها وانبهارها بعالم التكنولوجيا المتنامي، التحقت بكلية HiLCoE لعلوم الحاسوب والتكنولوجيا في أديس أبابا.
بينما كان العديد من زملائها الطلاب يرغبون في العمل في مجال هندسة البرمجيات، رأت سمراويت شيئًا أكثر من ذلك، رأت مستقبلًا تُحلّ فيه التكنولوجيا بعض مشاكل العالم الواقعية في شوارع إثيوبيا.
وأكملت دراستها في هندسة البرمجيات، ليس فقط بناءً على مهاراتها التقنية، بل أيضًا برغبة ملحة في تطبيقها في الحياة اليومية في إثيوبيا.
وشملت مسيرتها المهنية المبكرة تطوير واستشارات برمجيات خاصة، لكنها كانت تنتظر بفارغ الصبر فكرة رائدة تناسبها تمامًا.
علاج أزمة النقل
لم تولد فكرة تأسيس تطبيق RIDE في قاعة اجتماعات أو جلسات عصف ذهني، بل وُلدت من رحم شعور الفتاة الشابة بالإحباط.
وتروي كيف واجهت، بعد إجراء العديد من المقابلات، صعوبة في العثور على سيارة أجرة آمنة وموثوقة للعودة إلى المنزل مساءً.
وأدركت سمراويت أنه لا يوجد نظام رسمي وسليم لإدارة خدمات سيارات الأجرة، ولا معايير تسعير، ولا وصول رقمي، ولا مساءلة، وفي تلك اللحظة، وُلدت فكرة RIDE؛ وبدأت تتبلور.
وفي عام ٢٠١٤، أسست شركة Hybrid Designs PLC، الشركة التقنية الأم التي تقف وراء إدارة تطبيق سيارات الأجرة RIDE.
و لم يكن هدف سمراويت رقمنة سيارات الأجرة فحسب، بل كان أيضًا تغيير مفهوم النقل الحضري في إثيوبيا بأكمله.
RIDE أول منصة رقمية لسيارات الأجرة في إثيوبيا
وفي البداية، أُطلقت RIDE كحل نقل للشركات في أديس أبابا، حيث أتاحت للشركات إدارة ومراقبة نقل موظفيها.
وكانت خطوة ذكية، فمن خلال التركيز على الشركات أولاً، تمكنت سمراويت من اختبار تقنيتها في بيئات مختلفة تحت التحكم، مع بناء الثقة في سوق أقل تقنية.
ومع انتشار هذه الشركة الجديدة وتزايد الطلب من الأفراد، توسعت RIDE لتصبح خدمة متكاملة لطلب سيارات الأجرة للجمهور.
وكان لديها تطبيق يُتيح للعملاء طلب الرحلات عبر هواتفهم المحمولة، وحتى عبر الرسائل النصية القصيرة، وهو تكيف بالغ الأهمية في سوق يشهد محدودية في الإنترنت.
وتم تدريب السائقين وتوحيد الأسعار، واعتبر نجاح هذا التطبيق ثورة حقيقية في قطاع النقل في إثيوبيا، وفي غضون بضع سنوات، أصبح لدى RIDE أكثر من 15,000 سائق، من القطاعين الخاص والتجاري.