أين تعيش الشخصيات «المظلمة» في أمريكا؟ 4 ولايات تتصدر القائمة

في دراسة مثيرة للجدل، كشف باحثون من جامعة كوبنهاغن بالدنمارك عن الولايات الأمريكية التي تنتشر فيها السمات الشخصية "المظلمة" بشكل أكبر.
وتشمل هذه الصفات النرجسية (الميل إلى الغرور وحب الذات المفرط)، المكيافيلية (التلاعب بالآخرين لتحقيق المصالح الشخصية دون اعتبار للأخلاق)، السايكوباتية (برود عاطفي، قسوة، وافتقار للتعاطف مع سلوكيات متهورة وعدوانية)، وأخيرا السادية (التمتع بإلحاق الألم أو الأذى النفسي أو الجسدي بالآخرين).
واعتمدت الدراسة، التي أجريت بين عامي 2019 و2024، على بيانات من أكثر من 144 ألف مشارك أمريكي عبر جميع الولايات الخمسين، بحد أدنى 100 مشارك من كل ولاية.
ولايات الجنوب تتصدر السمات السلبية
جاءت ولايات مثل نيفادا، لويزيانا، نيويورك وتكساس في المراتب الأولى من حيث انتشار هذه السمات، حيث تم ربط النتائج بظروف اجتماعية سلبية مثل الفساد، عدم المساواة، الفقر والجريمة.
ووفقًا لما نقلته مجلة "نيوزويك"، استخدم الباحثون بيانات من مكتب الإحصاء الأمريكي ووزارة العدل حول معدلات الفقر وجرائم القتل وإدانات الفساد لبناء "مؤشر الظروف المجتمعية السلبية".
كاليفورنيا على القائمة.. رغم التقدم الاقتصادي
وظهرت كاليفورنيا ضمن الولايات الأعلى رغم تقدمها الاقتصادي، حيث أشار التقرير إلى التباين الحاد في الدخول بين المناطق الثرية مثل وادي السيليكون وأحياء فقيرة تعاني من التشرد وارتفاع معدلات الجريمة.
وفي المقابل، جاءت ولايات مثل ألاسكا، أوريغون، وعدد من ولايات جبال الروكي في أدنى ترتيب لمؤشر السمات المظلمة. وأرجع الباحثون ذلك إلى الانعزال الجغرافي والثقافة المحلية التي تعزز الاعتماد على الذات، والمرونة، والتعاون المجتمعي.
وبحسب الدراسة المنشورة في "بروسيدنجز أوف ذا ناشونال أكاديمي أوف ساينس"، فإن العلاقة بين البيئة المجتمعية والسمات الشخصية قد تمتد لعقود، إذ وجد الباحثون ارتباطًا بين مؤشر الظروف المجتمعية السلبية الحالية ومستويات "السمات المظلمة" بعد 20 عاما.
تأثير تراكمي على المجتمع
وقال البروفيسور إنغو زيتلر، قائد الفريق البحثي، إن هذه السمات ترتبط بسلوكيات مثل الغش والاستغلال والعدوانية، والتي تكلف المجتمع أثمانا باهظة.
وأضاف: "حتى الفروقات الصغيرة في هذه السمات قد تُحدث تأثيرات كبيرة في كيفية عمل المجتمعات".
وأشار إلى أن هذه النتائج يمكن أن تساعد في توجيه سياسات الإصلاح المجتمعي وتسليط الضوء على أهمية بناء بيئات أكثر دعما وتعاونا لتقليل انتشار السلوكيات الضارة.