سيبتيموس سيفيروس.. تعرف إلى أول إمبراطور روماني من شمال أفريقيا

قد يتفاجأ البعض عندما يعلم أن الإمبراطور الروماني الحادي والعشرين لوسيوس سيبتيموس سيفيروس، ينحدر من شمال أفريقيا.
ووفقا لموسوعة التاريخ العالمي، فإن هذا الإمبراطور الروماني هو سليل الحضارة القرطاجية، وقد وُلد في 11 أبريل/نيسان عام 146 بمدينة لبدة الكبرى "ليبتوس ماغنا" الواقعة على سواحل ليبيا إلى الشرق من العاصمة طرابلس.
ارتقى المراتب في روما، وسنحت له الفرصة للمنافسة على العرش بعد اغتيال الإمبراطور برتيناكس عام 193.
فبعد اغتيال برتيناكس، باشر الحرس الإمبراطوري وبشكل ساخر في بيع العرش الإمبراطوري بالمزاد العلني، مع وعد الشخص المستعد لدفع أكبر قدر بدعم الحرس الإمبراطوري له، وبالتالي العرش الإمبراطوري.
وبدأ عضو مجلس الشيوخ البارز ماركوس ديديوس يوليانوس، وربما على سبيل المزاح، بالمزايدة على الجميع، وبالتالي أُعلن كإمبراطور من قبل الحرس الإمبراطوري فقط؛ لأنهُ وعدهم بتسديد أكبر مبلغ لهم.
استياء
تسببت هذه القضية بالاستياء بين السكان في روما الذين شجبوا يوليانوس علنياً وبالطريقة التي تسلم فيها العرش.
وانتشر خبر الاضطرابات في روما إلى باقي المقاطعات، مما أدى إلى صعود ثلاثة مرشحين محتملين يتحدون حكم يوليانوس.
واندلعت حرب أهلية بين ثلاثة من القادة العسكريين الكبار هم سيبتيموس سيفيروس، وكان يتمركز في روما، وبيسكينيوس نيجير، ومقره في الشرق، وكلوديوس ألبينوس وكان حاكما لبريطانيا.
تمكن سيفيروس، القائد الطموح، أولا من تحييد نيجير والانتصار عليه، ونصب نفسه إمبراطورا على روما.
إلا أن خصمه الثاني كلوديوس ألبينوس زحف بقواته من بريطانيا وسيطر على بلاد الغال، وهي فرنسا الحالية، وقرر إقامة دولة خاصة به هناك، وجعل مدينة "لوغدونوم" التي توجد في مكانها حاليا مدينة ليون الفرنسية، روما جديدة.
ولم يتردد سيبتيموس سيفيروس في مواجهة الخطر، وسار الجيشان بعدد متقارب يبلغ نحو 75 ألف مقاتل، والتقيا بالقرب من لوغدونوم.
وهناك، اندلعت في 19 فبراير/شباط 197، معركة "لوغدونوم" التي تعد الأعنف والأكثر دموية بين الجيوش الرومانية في كامل حروب روما الأهلية.
وفي إحدى مراحل القتال العنيف، اجتاح فرسان الخصم معسكر سيفيروس، وسقط الإمبراطور عن صهوة جواده بعد جفل به، وكاد يُقتل تحت سنابك الخيل أو يقع في قبضة أعدائه، إلا أنه سارع إلى تمزيق عباءته الأرجوانية، وارتمى بين الجثث متظاهرا بالموت.
وظل على حاله إلى أن شن أحد قادته المخلصين ويدعى باتريسيوس يوليوس ليتوس هجوما مضادا كاسحا بسلاح الفرسان الثقيل، وتمكن من قلب موازين المعركة لصالح الإمبراطور في اللحظات نفسها التي بدأ فيها جنود كلوديوس ألبينوس الاحتفال بالنصر.
وفر القائد المهزوم واحتمى بمدينة لوغدونوم، إلا أن رواية تقول إن بعض حراسه قاموا بقتله لاحقا وأرسلوا رأسه إلى سيبتيموس سيفيروس، في حين تذكر رواية ثانية أنه انتحر.
وفي المعركة، قتل معظم جنود ألبينوس، وتمكن الإمبراطور سيبتيموس سيفيروس من ترسيخ سيطرته على أرجاء الإمبراطورية الرومانية المترامية.
وتشير بعض المصادر إلى أن الخسائر في معركة "لوغدونوم" تجاوزت 50 ألف قتيل.
وجلس هذا الإمبراطور الروماني الشمال أفريقي على عرش روما بين عامي 193 و211 ميلادية، وتُوفي بمدينة يورك ببريطانيا في 4 فبراير/ شباط 211.
aXA6IDE4LjIyNC4xNjkuMTUyIA== جزيرة ام اند امز