قد تواجه الدول أزمات تتطلب من الجميع الوقوف معها، ويكون للمملكة العربية السعودية دور مهمّ في مد يد العون للجميع في أوقات الأزمات دائمًا.
فكيف إذا كانت دولة عربية تربط بيننا الأخوة؟.
وتضرب السعودية مثالاً يُحتذى به في الإنسانية، وهو ما ظهر في العديد من المواقف المشرفة التي اتخذتها السعودية مع جميع الدول، فنذكر مساعدتها تونس وماليزيا وغيرها، وكذلك مساعدتها في أوقات أزمة كورونا، والآن نجد خدماتها الإنسانية في إجلاء المواطنين السعوديين؛ حيث لم تكتفِ فقط برعاياها وإنما شملت عددا من رعايا الدول الشقيقة والصديقة، فهي تستضيفهم وتستقبلهم وتكرم لهم الضيافة، ومِنْ ثّمَ تسهيل مغادرتهم إلى بلادنهم.
وهنا أحب أن ألفت النظر إلى الإجراءات العاجلة التي عملتها حكومة خادم الحرمين الشريفين؛ حيث ما أن عرفت المملكة بهذه الأحداث أبت إلا أن يكون لها رأي ودور، فجاء في بيان وزارة الخارجية "إنفاذًا لتوجيهات العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، بمتابعة ورعاية مواطني السعودية في جمهورية السودان، تعلن وزارة الخارجية السعودية بدء ترتيب إجلاء المواطنين السعوديين وعدد من رعايا الدول الشقيقة والصديقة من جمهورية السودان إلى السعودية"، لله درك يا بلادي وما تعمليه من أعمال جليلة من أجل راحة واستقرار الدول.
مواكب الإجلاء
وكان من بين مواكب الإجلاء البحري وصول السفينة "أمانة" إلى قاعدة الملك فيصل في جدة قادمة من بورتسودان تحت حماية القوات البحرية السعودية، وعلى متنها 1687 شخصا من 58 جنسية، وكان في استقبالها عدد من المسؤولين والسفراء وممثلي بعض البعثات الدبلوماسية.
سفينة الإجلاء هذه أقلَّت 46 أمريكيًّا و40 بريطانيًّا و11 ألمانيًّا و4 فرنسيين و13 سعوديًّا، كما أقلت أيضًا 560 إندونيسيًّا و239 يمنيًّا و198 سودانيًّا و26 تركيًّا.
استمرار الجهود
واستمراراً للجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية بتوجيهات من القيادة الرشيدة -أيدها الله- في عمليات الإجلاء من جمهورية السودان إلى المملكة، وصل إلى مدينة جدة مساء الخميس 200 شخص من رعايا الدول الشقيقة والصديقة من الجنسيات التالية: (جامبيا، ونيجيريا، وباكستان، وكندا، والبحرين، وتايلاند، والولايات المتحدة الأمريكية، ولبنان، وأفغانستان، وفلسطين، والصومال، ومصر)، حيث تم نقلهم من خلال سفينة جلالة الملك "الرياض"، تمهيداً لتسهيل مغادرتهم إلى بلدانهم، وبذلك يصل إجمالي من تم إجلاؤهم من السودان منذ بدء عمليات الإجلاء نحو 2744 شخصا (119 مواطناً سعودياً، و2625 شخصاً ينتمون لـ76 جنسية).
السعودية تقوم بأكبر إجلاء لرعايا من السودان من 65 دولة وأكثر وجهود مميزة، لقد شكرت الدول المملكة على الجهود التي بذلتها في عملية الإجلاء، والشكر لا يأتي منا كسعودين، ولكن تشكر تلك القيادة التي كانت ولا تزال تعمل من أجل استقرار الدول.
دولة الإمارات
ثمن سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، خلال اتصال هاتفي مع صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير خارجية المملكة العربية السعودية دور المملكة العربية السعودية الشقيقة في عملية إجلاء رعايا دولة الإمارات والعديد من دول العالم الشقيقة والصديقة من السودان إلى المملكة.
قطر تُثمن دور السعودية
كما تلقى وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله اتصالا هاتفيا من رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بدولة قطر محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، عبَّر خلاله الأخير عن تهنئته بنجاح عملية إجلاء المواطنين السعوديين وعدد من مواطني الدول الشقيقة والصديقة من جمهورية السودان إلى السعودية، معربا عن شكره على إجلاء عدد من المواطنين القطريين إلى جانب أشقائهم من الدول الأخرى.
إنسانية العمل
وقدَّم سفير جمهورية كوريا الجنوبية لدى السعودية بارك جون يونغ الشكر إلى السعودية لجهودها الحثيثة في إجلاء الرعايا الكوريين من السودان، وقوله إن ذلك من الإنسانية التي تدعمها السعودية.
سوريا: المملكة ذات مساعدات قيمة
سوريا تتوجه بالشكر للمملكة والدول العربية الشقيقة على جهودها الإنسانية المثمرة، كما تتوجه بالشكر لروسيا الاتحادية الصديقة لمساعدتها القيمة بهذا الإطار.
الدعم غير المستغرب
وكذلك وجَّهت وزارة الخارجية والتعاون الدولي بحكومة الوحدة الليبية الشكر إلى المملكة العربية السعودية على جهودها ودعمها لعمليات إجلاء المواطنين الليبيين من السودان، وتسهيلها عودة الجالية إلى ليبيا عبر أراضيها.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة