في السنوات الأخيرة، أصبحت الإمارات العربية المتحدة هدفًا لحملات إعلامية ممنهجة تحاول تشويه سمعتها والتأثير على صورتها الإيجابية، وزرع الفتنة بينها وبين الدول الصديقة والشقيقة.
هذه الحملات، التي تقودها جهات مختلفة، تعتمد على التضليل ونشر الأكاذيب عبر الخلايا الإلكترونية والحسابات الوهمية في منصات التواصل الاجتماعي، بهدف التأثير على الرأي العام المحلي والدولي. لكن السؤال الأهم: لماذا يتم استهداف الإمارات ورموزها؟
الإجابة تكمن في المكانة التي وصلت إليها الدولة على المستويين الإقليمي والدولي. فالإمارات ليست مجرد دولة خليجية ناجحة، بل أصبحت نموذجًا ومركزًا عالميًا للاقتصاد والاستثمار والابتكار، ومثالًا يُحتذى به في الاستقرار والتنمية المستدامة. هذا النجاح جعلها عرضة للهجوم من أطراف ترى في تقدمها تهديدًا لمصالحها، سواء كانت دولًا منافسة، جماعات أيديولوجية، أو حتى جهات متضررة من سياساتها في مكافحة التطرف والإرهاب.
الهجمات على الإمارات تأخذ أشكالًا متعددة، منها نشر الأخبار الكاذبة عن اقتصادها، الترويج لمزاعم مضللة حول سياساتها الخارجية، واستهداف رموزها وشخصياتها القيادية في محاولة للنيل من مصداقيتها. وتعتمد هذه الحملات على التلاعب بالمعلومات، وتصنيع الجدل، واستغلال قضايا معينة بهدف إحداث بلبلة وتشويش لدى المتابعين. ولكن الحقيقة تبقى واضحة: الإمارات تسير بخطى ثابتة، وتواصل تحقيق الإنجازات رغم هذه المحاولات اليائسة.
التصدي لهذه الحملات لا يقع فقط على عاتق الحكومة أو المؤسسات الرسمية، بل هو مسؤولية كل فرد يعيش على أرض الإمارات، سواء كان مواطنًا أو مقيمًا. فكل شخص يمكنه أن يكون جزءًا من جدار الحماية الرقمي للدولة عبر الامتناع عن نشر الأخبار غير الموثوقة، التحقق من المعلومات قبل مشاركتها، والإبلاغ عن الحسابات الوهمية التي تروّج للشائعات. كما أن التفاعل الإيجابي مع الأخبار الوطنية والمساهمة في نشر الحقائق يساعدان في تعزيز الصورة الصحيحة للإمارات وإحباط محاولات التضليل.
لكن هذه المعركة ليست خاصة بالإمارات وحدها، بل هي جزء من حروب إعلامية تواجهها العديد من الدول المؤثرة والناجحة. لذا، أصبح من الضروري ملء الفراغ بوجود استراتيجيات وطنية ودولية للتعامل مع هذه التحديات، من خلال تطوير التشريعات التي تجرّم نشر المعلومات المضللة، وتعزيز التعاون مع منصات التواصل الاجتماعي لرصد وإيقاف الحملات المنظمة، وتعزيز التواجد الوطني الإيجابي والمواجهة السريعة والمباشرة للتضليل بالحقائق، إلى جانب استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لكشف الحسابات المزيفة والأنشطة المشبوهة قبل أن تحقق أهدافها.
الهجوم على الإمارات ورموزها لن يوقف مسيرتها، بل يؤكد قوتها وتأثيرها في العالم. فالدول الناجحة هي دائمًا المستهدفة، لكن الإمارات أثبتت مرارًا وتكرارًا أنها قادرة على مواجهة هذه التحديات بأسلوبها القائم على الحقائق والإنجازات، مدعومة بوعي شعبها ووحدة مجتمعها، وتعاملها بالأخلاق الحسنة مع الآخرين، وإيمان محبّيها حول العالم بعدالتها ونموذجها الفريد.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة