جولة سريعة في أي صحيفة أو موقع إخباري إقليمي أو عالمي، ستحيلنا حتماً إلى خبر أو قصة أو تحليل أو حتى دراسة ذات صلة بدولة الإمارات، سواء كان المحتوى سياسياً أو في مجالات مرتبطة بالاقتصاد والاستثمار والأعمال، أو اجتماعياً أو سياحياً أو ترفيهياً، وغير ذلك.
وخلافاً لمواطنيها ومقيميها وزائريها الفعليين، هناك دائماً ملايين من البشر المتطلعين إلى الأخبار والقصص التي ترد من دولة الإمارات، والدليل توجه ماكينة صناعة الإعلام العالمية صوبها بشكل يكاد يكون شبه يومي.
ربما يسهل الوقوف على الأثر العالمي المباشر وغير مباشر لدولة الإمارات على الصعيدين السياسي والاقتصادي، من خلال الحقائق والبيانات والإحصاءات التي تعكس المواقف الإيجابية للدولة الداعمة للسلم والعدل الدوليين، واستقرار ورفاه وتنمية كافة المجتمعات، فضلاً عن تنافسية الدولة ونمو اقتصادها وبيئتها المحفزة والداعمة للنمو والجاذبة للاستثمارات والمشاريع الكبرى، ما جعلها قبلة للمستثمرين والمبتكرين وأصحاب المبادرات والمشاريع، وفي صدارة أهم المؤشرات التنموية العالمية وفق العديد من تقارير التنافسية المرموقة.
البيانات ربع السنوية الصادرة عن دائرة محلية لمدينة ما، ربما سيظل مضمونها محلياً بامتياز، وسيتردد محرر الأخبار في إيراده ضمن المحتوى الصحفي للجريدة أو الموقع الإلكتروني، إلا إذا كان ذا مضمون يمثل مفارقة استثنائية، أو يهم القارئ بشكل كبير، كأن يتضمن توجيهاً جديداً، أو خلاف ذلك، لكن الأمر لن يكون هكذا إذا تعلق الأمر بمدينة إماراتية، فالبيانات الصحفية الصادرة عن دوائر أبوظبي ودبي، وسائر إمارات الدولة، كثيراً ما تتصدر عناوين صحف أجنبية وعربية.
الإمارات محط أنظار العالم، وبؤرة مضيئة تجذب قلوب البشر، قبل أن تحوز اهتمامهم وتشغل عقولهم وتفكيرهم، وهي وجهة رئيسية للساعين إلى العيش والعمل والاستقرار، في مجتمع يتمتع أفراده بأعلى معايير جودة الحياة، ليس على صعيد الأمن والأمان وكفاءة الخدمات والبنية التحتية فقط، بل أيضًا في إطار منظومة اجتماعية داعمة لجميع أفرادها، أسرًا وأفرادًا، صغارًا وشبابًا وكبارًا، أصحاء، ومن ذوي الهمم. الجميع منضوون تحت مظلة واسعة عنوانها "مجتمع الإمارات"، وهي قبل كل ذلك تتمتع بعلاقات إيجابية مع كافة الدول، على مختلف المستويات، وهي جميعها عوامل ومقومات جاذبة لدوائر صناعة الإعلام الإقليمي والعالمي.
والإعلام الحديث في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، لا يملك أن يكون بمعزل عن اهتمامات الناس، وأولوياتهم، بل عليه أن يقدم محتوى معتبراً، لما يتوقعونه منه، وما يطمحون لمعرفته، لذلك مع أي محاولة بحث يسيرة على أي من محركات البحث المعروفة على شبكة الإنترنت، ستجد اسم الإمارات، وقادتها، ومدنها، قرينة نخبة معتبرة من الأخبار الإيجابية، من قبيل توقيع اتفاقات شراكات اقتصادية دولية، وتنظيم واستضافة أحداث دولية مهمة، والتوسط لإنهاء نزاع، والتوصل لتسويات سياسية، وإطلاق مبادرات ومشاريع نوعية، والمساهمة في مزيد من الاستفادة البشرية من الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتطورة، وتقديم مساعدات إنسانية، وغير ذلك من الجهود والمبادرات التي تسهم في تحقيق التنمية الشاملة لصالح خير وازدهار ونماء كافة الدول والشعوب والمجتمعات.
في المقابل تنسج مخيلات أولئك الذين لم يقدر لهم بعد المرور على "كوكب الإمارات"، كما يحلو لمحبيها تسميتها، الكثير من الذكريات الاستباقية، فتجدهم يبحثون عن قصص إخبارية، وخبرات حول كيفية الحصول على فيزا لزيارة دولة الإمارات، أهم المواقع السياحية التي يجب عليك زيارتها في الإمارات، عملة دولة الإمارات، كم يبلغ ارتفاع برج خليفة، تكلفة الرحلة ذهاباً وإياباً من وإلى الإمارات حسب الوجهات التي يحددونها، وغيرها من الأسئلة الافتراضية، التي أصبحت محوراً لآلاف من نماذج المحتوى الرقمي المرئي والمسموع والمكتوب، سواء على المواقع الإلكترونية المختلفة، أو على منصات مواقع التواصل الاجتماعي لجهات وشخصيات إعلامية ومؤثرين.
في سياق مناقض تعيش كتائب الذباب الإلكتروني واقعاً مزيفاً، لا وجود له سوى في رؤوسهم الفارغة، وخيالاتهم المريضة، ولكن محال أن تنجح سحابة عابرة مهما تعاظم حجم الرياح والأعاصير الداعمة لحركتها، في حجب أشعة الشمس، فيما قافلة الإمارات تسير دائما إلى الأمام بخطى ثابتة وواثقة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة