توجت جائزة زايد للأخوة الإنسانية في دورتها السادسة عدداً من الفائزين بجوائزها المختلفة، أسهمت جهودهم في رفع معاناة ملايين البشر من خلال النهوض بالأخوة الإنسانية وتعزيز روح التضامن بين البشر.
وذلك أثناء حفلها الذي أقيم في أبوظبي، تحت شعار "نسيج الإنسانية"، لتمثل الجائزة العريقة "رسالة أمل لمستقبل أكثر إنسانية"، وهي العبارة التي وردت على لسان فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، في توصيفه لأثر الجائزة على الصعيد العالمي.
الجائزة التي تحمل اسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كرمت أصحاب جهود جليلة، في مجال تعزيز الأخوة الإنسانية، تزامناً مع الاحتفال باليوم الدولي للأخوة الإنسانية، الذي أقرّته الأمم المتحدة بالإجماع، إحياءً لذكرى توقيع «وثيقة الأخوة الإنسانية» من قِبل فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، في أبوظبي.
بعث الفائزون بالجائزة التي تمثل بتعاقب دوراتها "رسائل" أمل لمستقبل أكثر إنسانية، من خلال عمل وجهد مثمر، رسالة أمل جديدة في هذا السياق، فجاءت جهودهم فاعلة من أجل ما ينفع الناس، ويبني المجتمعات، ويدعم الأولى بالرعاية، ما بين الدعوة الفاعلة لمواجهة التغير المناخي، وتوفير الإغاثة الغذائية للمجتمعات المتضررة من الأزمات الإنسانية والكوارث الطبيعية، وتطوير مبتكر لمحاربة السرطان وعلاج سرطان الجلد في مراحله المبكرة، وتعزيز العدالة المناخية، وتوجيه الموارد نحو تعزيز المرونة المناخية، وغيرها.
300 مليون وجبة غذائية في أكثر من 30 دولة قدمتها منظمة «المطبخ المركزي العالمي» على مدى 14 عاماً، وصلت إلى الأسر والأفراد الأكثر احتياجاً في أكثر البيئات تقلباً وخطورة على مستوى العالم مرسخة أهمية كبيرة لجهودها في مجال الإغاثة الإنسانية، فيما طور الفتي اليافع (15 عاماً) هيمان بيكيلي صابوناً فعالاً للوقاية من سرطان الجلد وعلاجه في مراحله المبكرة، ساعياً لتوفير علاج ناجع يقف بصف المعوزين والأشد ضعفاً في مواجهة غلاء تكاليف العلاج، وعدم قدرة الكثير من الدول النامية من تفعيل نظام حماية صحية لمواطنيها من تبعاته.
الالتزام الإنساني والشغف بما ينفع الناس، قاد بيكلي، في هذه السن المبكرة، إلى التعاون مع كلية «جونز هوبكنز بلومبرغ للصحة العامة» على تطوير هذا المنتج، حيث يرى مختصون أنه يمكن إنتاج هذا المستحضر الطبي بشكل تجاري ليكون مطروحاً بأسعار زهيدة أمام ملايين المصابين بسرطان الجلد حول العالم.
هذه فقط نذر يسير من قصص اجتهد أصحابها لصياغة رسائل أمل لمستقبل أكثر إنسانية، فاستحقوا أن يكونوا على منصة تكريم جائزة زايد للأخوة الإنسانية بأبوظبي، لكن بكل تأكيد فإن أي متابعة على اختلاف توقيتها، لأرتال الأخبار التي تتقاطر أمامنا على شاشات التلفزة والهواتف، من حول العالم، ستؤكد أن عالمنا لا يزال بحاجة إلى الكثير من رسائل الأمل من أجل حاضر ومستقبل أكثر إنسانية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة