تأثير عتبة الباب.. لماذا ننسى ما كنا نفعل عند دخول غرفة جديدة؟
هل سبق أن دخلت غرفة ونسيت تمامًا سبب وجودك فيها؟ هذه الظاهرة المألوفة للكثيرين لها تفسير علمي، يعرف باسم "تأثير عتبة الباب" أو "تأثير تحديث الموقع".
تشير الدراسات إلى أن عبور عتبة الباب، سواء كان ذلك في الواقع أو حتى في الخيال، يمكن أن يؤدي إلى نسيان الأمور التي كانت في أذهاننا قبل لحظات.
في عام 2018، أجرت مجموعة من الباحثين من جامعة نوتردام دراسة للتحقق من هذه الظاهرة. تم تكليف المشاركين بحمل أشياء والانتقال بها بين غرف افتراضية وحقيقية. النتائج أظهرت أن عبور عتبة الباب أدى إلى نسيان المعلومات بشكل أكثر مقارنة بالمشي داخل نفس الغرفة.
وفقًا للبروفيسور غابرييل رادفانسكي، أحد المشاركين في الدراسة، فإن عتبة الباب تعمل كـ"حدود للأحداث" في العقل، مما يقسم الأنشطة إلى حلقات مستقلة. هذه الطريقة تساعد الدماغ في تنظيم الذكريات، لكنها تجعل استرجاع المعلومات المرتبطة بغرفة سابقة أمرًا صعبًا بمجرد الانتقال إلى مكان جديد.
المثير للاهتمام أن دراسة نُشرت في عام 2020 وجدت أن تخيل عبور عتبة الباب فقط يمكن أن يُحدث نفس التأثير، مما يشير إلى أن الأمر لا يرتبط فقط بالمعلومات الحسية أو المكانية، بل يمكن تحفيزه في العقل بمجرد التفكير.
دراسة أحدث في عام 2024 أعادت النظر في تأثير عتبة الباب. في هذه الدراسة، ارتدى المشاركون نظارات الواقع الافتراضي وانتقلوا بين غرف افتراضية لحفظ معلومات عن أشياء معينة. في التجربة الأولى، لم يكن لعبور عتبة الباب أي تأثير على الذاكرة. ولكن في تجربة ثانية، أضيفت مهمة إضافية (عد الأرقام) لزيادة الضغط على المشاركين. عندها ظهر تأثير عتبة الباب بشكل واضح، حيث ارتفع معدل النسيان بسبب زيادة العبء الذهني.
ويبدو أن تأثير عتبة الباب يعتمد على عدة عوامل، منها التغير في السياق والضغط العقلي. لذا، في المرة القادمة التي تنسى فيها سبب دخولك إلى غرفة ما، قد يكون السبب ليس مجرد "لحظة سهو"، بل نتيجة عمل معقد يقوم به دماغك لتنظيم الذكريات!
aXA6IDE4LjIyNi4yMTQuMSA= جزيرة ام اند امز