أردوغان حول تركيا إلى أكثر دول العالم سجنا للصحفيين والإعلاميين، وتسبب في فرار عشرات الآلاف من المواطنين الأتراك إلى الخارج نتيجة الحملات القمعية في البلاد
إذا لم تستح فافعل ما شئت..
مقولة تنطبق على أقوال وأفعال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الطاغية الذي حول بلاده إلى سجن كبير يمارس داخله جميع أشكال انتهاكات حقوق الإنسان في السر والعلن، بينما يقدم نفسه على أنه حامي حمى حقوق الإنسان أمام وسائل الإعلام العالمية بهدف الهجوم على الدول العربية والتدخل في شؤونها الداخلية.
تصميم أردوغان على مواصلة الهجوم على جمهورية مصر العربية قيادة وشعبا لا يعدو أن يكون حلقة جديدة من مسلسل الادعاءات الأردوغانية الواهية الباطلة.. التي ظاهرها الادعاء بالدفاع عن قيم العدالة.. وباطنها مشاعر الحقد والضغينة تجاه الشعوب العربية عامة.. والشعب المصري بشكل خاص.
لكن تبقى المفارقات الساخرة أن يدعي أردوغان الدفاع عن حقوق الإنسان.. بينما هو يهدرها على أرض الواقع على ضوء رعايته للإرهاب في المنطقة، فضلا عما يرتكبه نظامه من انتهاكات صارخة في حق الشعب التركي الذي بات رهينة لحرية زائفة وعدالة مزعومة.
75 ألف معتقل سياسي بين مدنيين وعسكريين، توسع في إنشاء السجون، عشرات حالات الوفيات بين المساجين نتيجة التعذيب، فصل أكثر من 130 ألف موظف حكومي بشكل تعسفي.. مصادرة أكثر من 3000 جامعة ومدرسة ومؤسسة تعليمية، فضلا عن قتل وحبس مئات الصحفيين والعاملين بمجال الإعلام.. ذلك هو المشهد في تركيا في ظل الحكم الأردوغاني التعسفي للبلاد.
أردوغان الذي حول تركيا إلى أكثر دول العالم سجنا للصحفيين والإعلاميين، وتسبب في فرار عشرات الآلاف من المواطنين الأتراك إلى الخارج نتيجة الحملات القمعية في البلاد.. لا يرى مشاكل بلاده الداخلية لكنه يبحث كالعادة عن زعامة زائفة حطمتها ثورة الثلاثين من يونيو/حزيران المجيدة التي أسقطت حكم جماعته الأم.. جماعة الإخوان الإرهابية.
في عهد أردوغان أصبحت تركيا الحاضنة الأم لعناصر جماعة الإخوان.. موفرا الدعم السياسي والمنصات الإعلامية للإرهابيين المخربين بهدف الاستمرار في الترويج لأفكارهم الشاذة في مصر والمنطقة العربية بأسرها.. وكأنه يتفاخر بدعم الإرهاب وتوفير غطاء لممارساته.
جرائم أردوغان ضد الشعوب العربية لم تقتصر على مصر.. فهو ونظامه السبب الرئيسي وراء إطالة أمد الصراع داخل سوريا.. صراع راح ضحيته مئات الآلاف من أبناء الشعب السوري بين قتلى وجرحى ونازحين.. مستخدما –كعادته- الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه وأحلامه التوسعية الاستعمارية الزائفة.
في ليبيا.. يواصل النظام التركي دعم وتمويل وتسليح المليشيات الإرهابية المسلحة، عبر توفير كل الدعم السياسي واللوجيستي من أسلحة ومعدات.. في سياسة ممنهجة تهدف لتحويل ليبيا إلى مرتع للإرهابيين الذين يأتمرون بأوامر الاستخبارات التركية ويهددون دول الجوار.
الوقائع السابقة نقطة في بحر من التآمر الأردوغاني ضد الشعوب العربية.. وهو ما يكشف مشاعر الحقد الدفين التي يضمرها أردوغان للعرب.. حيث يسعى –وما زال- لنشر الخراب والدمار أينما وجد لذلك سبيلا.