بسبب امتلاكها المقومات التي تخولها للتنافس على الصعيد العالمي، فقد اهتمت دولة الإمارات بإنشاء العديد من المناطق الصناعية الحرة
منذ إطلاق الإمارات استراتيجية ما بعد النفط حتى قبل تلك الخطوة وضعت نصب أعينها السير في اتجاه موازٍ يعتمد بشكل أساسي على إرث الأجداد وهو التجارة، لذلك عملت منذ إعلان الاتحاد أن تنمي هذا المجال عبر ذراعين الأولى الصناعة والأخرى التصدير.
لذلك فاهتمام الإمارات بقطاعي الصناعة والتجارة وتطويرهما، كان واضحاً من خلال المنشآت الصناعية الضخمة التي أقامتها وأنشأتها في مجالات عدة ساهمت بفاعلية في بناء بنية تحتية صناعية عالمية حققت معدلات نمو عالية وتنويعاً في مصادر الدخل لديها.
ونتيجة لذلك فقد حازت العديد من المنتجات الإماراتية المحلية على جوائز عالمية خولتها للدخول إلى مجال التصدير للخارج.
يكذبون وتبقى الإمارات شامخة راسخة قوية وثابتة أمام جميع التحديات التي تواجه المنطقة ككل، وعصية على من يحاول أن يمس أمنها واستقرارها، عصية على من يحاول تعكير جو وصفو العلاقات بينها وبين دول الجوار
وبسبب امتلاكها المقومات التي تخولها للتنافس على الصعيد العالمي، فقد اهتمت دولة الإمارات بإنشاء العديد من المناطق الصناعية الحرة في جميع إمارات الدولة تعمل على جذب الاستثمار الخليجي والعربي والأجنبي، وتطور البنية التحتية اللازمة باستمرار لتحقيق هدفها من خلال خلق بيئة جاذبة للاستثمار الصناعي والتجاري عبر مجموعة من القطاعات المتنوعة.
وفي عام 2019 وصلت المناطق الصناعية الحرة في كل إمارات الدولة إلى 21 منطقة حرة، أبرزها مدينة خليفة الصناعية (كيزاد) بأبوظبي والمنطقة الحرة بجبل علي (جافزا) بدبي والمنطقة الحرة بالحمرية (الشارقة).
توفر المناطق الحرة الإماراتية بيئة عمل تساعد على تحقيق الأرباح دون دفع ضرائب وإعفاءات ومميزات استثمارية، بهدف استقطاب الاستثمارات والمشاريع النوعية والإنتاجية في القطاعات المختلفة.
وسأركز في مقالي هذا على المنطقة الحرة بجبل علي (جافزا) التابعة لمجموعة موانئ دبي العالمية التي باتت اليوم محطة فارقة في تاريخ دولة الإمارات والمنطقة، حيث نجحت من خلالها في تعزيز مكانة الدولة الإقليمية والعالمية، الأمر الذي عكس تخطيطاً اقتصادياً جاداً أثر في تطور الدولة عامة وإمارة دبي خاصة.
وتعد المنطقة الحرة بجبل علي "جافزا" واحدة من أكبر المناطق الحرة في العالم، وهي مركز تجاري مزدهر تضم مصانع وشركات من أكثر من 130 دولة حول العالم، منها دول خليجية وعربية تمتلك أكثر من 210 مصانع وشركات في مقدمتها السعودية والكويت.
وتقوم تلك الدول على تصنيع منتجاتها وفق متطلبات الأسواق التي تستهدفها سواء محلياً لديها أو تصديرها لأسواق تستهدفها، وهو أمر لا تتدخل به المنطقة الحرة لجبل علي، لأن تحديد مدى جودة هذه المنتجات وإمكانية دخولها للأسواق المستهدفة يقع على عاتق الجهات المعنية في الدول المستوردة، بغض النظر عن مكان التصنيع، التي تعتمد على معايير عالمية في منتجاتها لضمان القدرة على المنافسة في مختلف أسواق المنطقة والعالم.
وانتشرت في الفترة الماضية حملة أكاذيب وافتراءات وتشويه ضد عدد من المنتجات الإماراتية تحمل ملصقات على بعض المنتجات المصنعة في المنطقة الحرة بجبل علي "جافزا" تشير إلى عدم السماح بتداولها داخلياً في الإمارات.
لكن هذه الأكاذيب تناست وتجاهلت توضيح الغرض من ذلك والذي يبعد كل البعد عن أمور تتعلق بالجودة، وإنما يرتبط ذلك بحاجة تلك الدول التي لديها مصانع وشركات داخل "جبل علي" لشروط مقاييس ومواصفات واعتبارات فنية تتعلق بقوانين وشروط دولهم وليس لدولة الإمارات، لذلك فإن جميع المنتجات سليمة وآمنة ولكن ليست قابلة للاستخدام في الدولة لعدم وجود معايير فنية مشابهة لها، ومثال على ذلك العديد من أنواع المقابس الكهربائية، فهي متنوعة للغاية ومع أن المعروفة منها في العالم العربي قليلة، فهناك 15 نوعاً مختلفاً في العالم اليوم، وتصنع في دولة الإمارات ولكنها لا تصلح للاستخدام داخلها، ولذلك تصدر للدول الأخرى التي تتلاءم فنياً للاستخدام.
الأمر الذي تسعى له تلك الحملات المشبوهة ضد دولة الإمارات بترويج الأكاذيب والافتراءات حول قيام مصانع في منطقة جبل علي الحرة بتصدير منتجات منخفضة الجودة إلى أسواق المنطقة، رغم أن المواصفات التي تعتمدها تؤكد خلوها من أي مادة مغشوشة.
يكذبون وتبقى الإمارات شامخة راسخة قوية وثابتة أمام جميع التحديات التي تواجه المنطقة ككل، وعصية على من يحاول أن يمس أمنها واستقرارها، عصية على من يحاول تعكير جو وصفو العلاقات بينها وبين دول الجوار. مستمرة بذلك في تحقيق إنجازاتها، حفظها الله من كل مكروه.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة