لماذا يجب إسقاط تريليون دولار من ديون الدول الفقيرة فورا؟
حتى لا تتحول الجائحة إلى مأساة ولكي لا يجد العالم نفسه في مواجهة مليارات الجوعى يجب على الدول الغنية تقديم تضحياتها اليوم
هذه الأوقات عصيبة على معظم دول العالم، لكنها كارثية على الفقيرة منها، وإذا لم يقدم العالم الغني تضحيته اليوم، فإننا قد نخرج من أزمة كورونا لنجد أنفسنا أمام جوعى يتخطى تعدادهم نصف سكان الأرض، كما تقول منظمة أوكسفام الخيرية.
التضحية التي تحدث عنها تقرير أوكسفام هي ذاتها التي طالب بها البنك الدولي ويشدد عليها صندوق النقد الدولي، لقد حان الوقت للتخلي عن ديون الدول الفقيرة حتى لا نخرج من مأساة كورونا إلى كارثة تفشي الفقر المدقع.
- أفريقيا تستغيث بجهات دولية لإنقاذها من الديون وسط عاصفة كورونا
- رسالة باريس للصين: أفريقيا تحتاج لهذه الإجراءات بشأن الديون
وبينما لم يحدد البنك الدولي، الذي أطلق في نهاية مارس الماضي مبادرة لإسقاط ديون الدول الفقيرة، مبلغا محددا، تقول منظمة أوكسفام إن المبلغ المطلوب إسقاطه يصل إلى تريليون دولار.
مع إسقاط الديون، يؤكد البنك الدولي أنه سيكون بوسع الدول الفقيرة توجيه مدفوعاتها إلى تحسين النظم الصحية لمواجهة وباء كورونا وتحسين بنيتها التكنولوجية لمواصلة العمل والتعليم عن بعد، وبالتالي البقاء على قيد الحياة.
تراكم ديون الفقراء.. كورونا يعجّل بالسيناريو الكارثي
ولطالما حذر صندوق النقد الدولي والبنك الدولي من تراكم الديون التي لا يمكن للدول الفقيرة تحملها، لكن الدول الغنية واصلت ضخ الأموال فيها بشكل مباشر وغير مباشر بالنظر إلى المكاسب الكبيرة التي تطمح إلى تحقيقها.
ثم جاء كورونا ليعجّل بالسيناريو الكارثي؛ إذ وفقا لصحيفة فايننشال تايمز أدى الوباء إلى انهيار عملات كثيرة في الدول الفقيرة، كما أدى شلل قطاع السياحة وانخفاض أسعار المواد الخام إلى جفاف مواردها الأجنبية، وبالتالي صعب جدا من قدرتها على سداد الديون.
"الكرامة وليس الإملاق"
في أحدث تقاريرها الصادرة تحت عنوان "الكرامة وليس الإملاق"، دعت منظمة أوكسفام الاقتصادات الثرية إلى إلغاء ديون بقيمة تريليون دولار من الدول النامية على الفور، وإصدار حزمة تحفيز بقيمة 1 تريليون دولار يمكن للدول الاستفادة منها لزيادة إنفاقها الصحي.
كما اقترحت المنظمة توجيه هذا التحفيز إلى دعم الشركات الصغيرة وحماية العاطلين عن العمل من الوقوع في براثن الفقر.
وتقول المنظمة إن نصف مليار إنسان حول العالم وجدوا أنفسهم في مهب الجوع نتيجة سياسات التباعد الاجتماعي وأوامر الإغلاق التي عطلت الاقتصادات العالمية.
وأوضحت أن استمرار "التباعد الاجتماعي" دون التحرك بإجراءات موازية لمساعدة الفقراء، يمكن أن يؤدي إلى سقوط 8% من سكان العالم في دوامة الفقر، بينما سيعيش نصف سكان الكرة الأرضية في الفقر بحلول الوقت الذي يتوقع أن نقضي فيه على تلك الجائحة.
وقال خوسيه ماريا فيرا، المدير التنفيذي المؤقت لمنظمة أوكسفام إنترناشونال: "الآثار الاقتصادية المدمرة لهذا الوباء محسوسة في جميع أنحاء العالم.. لكن بالنسبة للفقراء في الدول الفقيرة هناك بالفعل مَن يكافحون من أجل البقاء".
وأوضح: "لا توجد شبكات أمان تقريبا لمنعهم من الوقوع في براثن الفقر، يجب إعطاء البلدان النامية حقنة نقدية فورية لمساعدتها على إنقاذ المجتمعات الفقيرة والضعيفة".
وقال داني سريسكانداراجا، المدير التنفيذي للفرع البريطاني من أوكسفام: "بالنسبة لمليارات العمال في البلدان الفقيرة الذين كانوا يتحصلون على قوتهم عبر سحب العربات أو قطف الشاي أو خياطة الملابس.. لا شبكات أمان تحميهم وقد لا يجدون أي مساعدة من حكوماتهم".
كورونا يعيد جهود مكافحة الفقر 30 عاما للخلف
وفي حين أن العديد من الحكومات الثرية أقرت سريعا حزما مالية ضخمة لمساعدة الشركات الصغيرة، وتوسيع إعانات البطالة، تقول أوكسفام إن معظم الدول النامية تفتقر إلى القوة المالية لتحذو حذوها، ونتيجة لذلك يمكن فقدان نحو نصف الوظائف في أفريقيا نتيجة للإغلاق الاقتصادي.
وتقول أوكسفام إن الفيروس التاجي يمكن أن يعيد جهود مكافحة الفقر 30 عاما إلى الوراء.
وأوضحت: "إلغاء ديون غانا الخارجية سيسمح للحكومة بتقديم مدفوعات نقدية مباشرة بقيمة 20 دولارا شهريا إلى 16 مليون طفل، وذوي إعاقة، وكبار السن لمدة 6 أشهر".
وتابعت: "في إثيوبيا، ستزيد قدرة الحكومة حال حصولها على حزمة تحفيز عالمية على زيادة الإنفاق على الرعاية الصحية بنسبة 45٪".
جدير بالذكر أن ديفيد مالباس، رئيس البنك الدولي، قال، أمس الجمعة، إنه واثق من إحراز تقدم بشأن دعوته المشتركة مع صندوق النقد الدولي لتعليق مؤقت لسداد الدول الأكثر فقرا في العالم.
وقال مالباس إن هذا الاقتراح سيناقشه هذا الأسبوع المسؤولون الماليون من كل من مجموعة السبع ومجموعة العشرين وتوقع حصولها على "موافقة واسعة" من قبل لجنة التنمية المشتركة بين البنك الدولي وصندوق النقد الدولي التي تضم 25 عضوا.
وتابع: "فقراء العالم يتطلعون لأن يظهر المجتمع الدولي قيادة حاسمة بشأن تخفيف الديون وأنا واثق من إحراز تقدم".
aXA6IDMuMTQ1LjEwMy4xNjkg جزيرة ام اند امز