تلميحات "شي" وأفعال تايوان.. هل تعجل بالحرب بين الصين وأمريكا؟
ضمن سلسلة تكهنات تحذر من أن القوتين العسكريتين الرائدتين في العالم أمام احتمال صدام مباشر، تحدث جنرال أمريكي عن إمكانية وقوع صراع مفتوح بين الصين والولايات المتحدة في غضون عامين.
وجاء التحذير خلال مذكرة صريحة على نحو غير معتاد أرسلها القائد بالقوات الجوية الأمريكية، الجنرال مايكل مينيهان، مستشهدا بتأمين الرئيس الصيني شي جين بينغ فترة ولاية ثالثة والانتخابات الرئاسية في تايوان عام 2024، كأسباب لتسريع تجهيز القوات.
قلق أمريكي من الصين
وتعقيبا على ذلك، قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إنه بالنسبة إلى البعض في الولايات المتحدة، غالبا ما يتم ربط الحاجة الملحة للتصدي إلى التهديد العسكري الصيني بطموح زعيمها.
وفيما يتعلق بتايوان، المسألة الأكثر حساسة في العلاقة الثنائية، قال شي إن المشكلة لا يمكن تمريرها من جيل إلى جيل، مما دفع بعض المحللين للجدل بأنه يعتبر التوحيد مهمة يقع على عاتقه استكمالها.
وفي حين يظل "إعادة التوحيد السلمي" الحل المفضل لدى الحزب الشيوعي للخلافات مع تايبيه، لن يتخلى عن حقه في استخدام القوة متى لزم الأمر، بحسب ما قاله شي خلال اجتماع مؤخرا مع كبار المسؤولين في الحزب. وبترك هذا الخيار مطروحا، بحسب قوله، تريد الصين ردع "قوى استقلال تايوان" و"التدخل الأجنبي" – في إشارة إلى الولايات المتحدة.
وتتمثل وجهة نظر بكين في أن الولايات المتحدة الملامة تماما على التوترات الدبلوماسية والعسكرية. واتهمت ورقة بيضاء رسمية بشأن الاستراتيجية الصينية بشأن تايوان، والتي نشرت بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي – آنذاك – نانسي بيلوسي، التي أصبحت أبرز مسؤول أمريكي يزور الجزيرة منذ عام 1997، واشنطن بـ"استغلال تايوان لاحتواء الصين".
الجيش الصيني
أحرز الجيش الصيني، بتشجيع من شي، تقدما سريعا نحو هدفه بأن يصبح قوة قتالية عالمية على قدم المساواة مع الولايات المتحدة بحلول 2050. وبالرغم من أن القوات ليس لديها خبرة قتالية حقيقية – حيث إن آخر حرب خاضتها الصين كانت الصراع القصير والدموي مع فيتنام عام 1979 – لكن ازدادت ميزانية الدفاع الرسمية من 114.3 مليار دولار عام 2014 إلى 230 مليار دولار عام 2022.
وبحسب "واشنطن بوست"، ربما يكون الرقم الحقيقي أكبر. ومع ذلك، يظل جزءا من الإنفاق الأمريكي، الذي تم تحديده بـ816.7 مليار دولار للعام المالي 2023.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن القدرة على استعادة تايوان بالقوة هي الهدف الرئيسي لتحديث الجيش الصيني، كما سرع جيش التحرير الشعبي استعراضه للقوة خلال الشهور الأخيرة. وردا على زيارة بيلوسي في أغسطس/آب، أجرت الصين تدريبا على حصار تايوان بإطلاق صواريخ وإرسال البوارج والطائرات الحربية إلى مواقع ذات أهمية استراتيجية على جميع جوانب الجزيرة.
جدول زمني
تطرح عدة تواريخ عند مناقشة الغزو العسكري المحتمل لتايوان، فهناك 2027، الذكرى المئوية لتأسيس جيش التحرير الشعبي. إضافة إلى التاريخين الرئيسيين الآخرين: 2035، العام الذي يريد فيه شي أن "تحقق الصين في الأساس التحديث الاشتراكي"، و2049، الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية الشعبية. والآن، بحسب مينيهان، يعتبر 2025 تاريخا محتملا أيضًا.
لكن هناك انقساما بين الخبراء حيال تفكير الزعيم الصيني في تاريخ محدد – أو وجود جدول زمني على الإطلاق.
تايوان
عندما حصل شي على فترة ولاية ثالثة أمينا عاما للحزب الشيوعي، دفع ذلك كثيرين في تايوان للقلق من أن الحرب أقرب مما كانت عليه خلال عدة عقود والاستعداد وفقا لذلك.
ويتفق المسؤولون التايوانيون على أن جيش التحرير الشعبي مستعد. لكن المسألة ليست القوة العسكرية الصينية فحسب، بل أيضًا ما إذا كانت مستعدة للمجازفة بمواجهة مع الولايات المتحدة والتداعيات الدولية من تطبيق ادعاءات السيادة بالقوة.
وتحت إدارة الرئيسة تساي إنغ ون، التي ستتنحى بعد الانتخابات في يناير/كانون الثاني 2024، عززت تايبيه دبلوماسيتها غير الرسمية مع الحلفاء الديمقراطيين، بينهم الولايات المتحدة.
وبحسب تحليل "واشنطن بوست"، ترجح الأنباء الأخيرة – بما في ذلك المخاوف الحزبية المتصاعدة – أن العلاقات الأمريكية الصينية ربما تكون على مسار جديد في 2023.
وتتمثل إحدى النقاط البارزة في العلاقة في مصير تايوان، الجزيرة ذات الحكم الذاتي التي تعتبرها بكين جزءا من أراضيها، والتي قد تستردها بالقوة إذا لزم الأمر. وقال بايدن مرارا إن الجيش الأمريكي سيدافع عن تايوان حال حدوث ذلك.
aXA6IDE4LjExOC4xNDQuMTk5IA== جزيرة ام اند امز