دراسة جينية عن الأسود تكشف مفاجآت بالجملة
الأسود تعيش في أجزاء من أفريقيا والهند حاليا لكنها مهددة بالانقراض وهناك 20 ألف أسد أفريقي فقط في البرية وسط تضاؤل أعدادهم
أجرى فريق دولي من الباحثين تحليلا جينيا موسعا للأسود، ساعدهم في اكتشاف الكثير من المفاجآت التي يمكن أن تفيد في حماية الأنواع الحالية من الانقراض.
وأظهر بحث سابق، أنه من الناحية التاريخية عاشت الأسود في أجزاء كثيرة من العالم، ومع ذلك انقرضت معظم الأنواع، بما في ذلك أسود الكهوف التي كانت تجوب قبل 15 ألف عام.
وتعيش الأسود اليوم في أجزاء من أفريقيا والهند، وهي مهددة بالانقراض، وهناك 20 ألف أسد أفريقي فقط في البرية اليوم، وأعدادها تتضاءل.
وفي البحث الجديد، أجرى الباحثون فحصا شاملا لجينوم الأسد كجزء من جهد لإنقاذه من الانقراض، وتم نشر النتائج في العدد الأخير من دورية "وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم".
وتضمن العمل تحليل جينومات 20 عينة، بما في ذلك أسد الكهف؛ و12 نوعا تاريخيا عاشت بين القرنين الـ15 والـ20، و6 عينات من الأسود الأفريقية والآسيوية الحديثة.
كانت إحدى المفاجآت الرئيسية التي كشف عنها الباحثون أن الأسود الحديثة والعديد من الأسود المنقرضة تشترك في سلف مشترك، ووجدوا أيضا أنه منذ 70 ألف عام ظهرت سلالتان فريدتان من سلالات الأسد الحديثة، وأن أسود الكهوف عاشت في المناخات الباردة.
ولاحظ الباحثون أن الدراسات السابقة لجينوم الأسد تضمنت تحليل الحمض النووي للميتوكوندريا (مصنع طاقة الخلية).
لكن في هذه الدراسة ذهبوا إلى أبعد من ذلك بكثير من خلال النظر إلى الجينوم بالكامل، وتم اشتقاق بعضها من أحافير الأسود الحديثة، وتوصلوا إلى أن الأنواع الحديثة تنقسم من سلالتين مختلفتين في أفريقيا، أحدهما في الأجزاء الشمالية من أفريقيا، والأخرى في الجنوب.
ووجد الباحثون أن الأسود الآسيوية التي تعيش في غابة "جير" في الهند لديها تنوع جيني منخفض بسبب قلة عدد سكانها، واكتشفوا أن الأسد الآسيوي تطور من أسود النطاق الشمالي في أفريقيا، رغم أنه لا يزال لديها بقايا من الأسود الجنوبية في جينومها.
ولم يجد الباحثون أي دليل على إدخال الأسود الأفريقية إلى الهند في العصر الحديث، ويعتقدون أن نتائجهم تساعد في جهود الحفاظ على الأسود خاصة في الهند وأفريقيا.