تصدير نفايات البلاستيك.. دول فقيرة تدفع ثمن أهداف أوروبا الخضراء
تُشكل النفايات البلاستيكية خطراً كبيراً على صحة الإنسان والبيئة، وهي تُمثل 85% من إجمالي النفايات البحرية.
ومع تزايد المشكلات المرتبطة بالنفايات البلاستيكية، بدأ البشر يبحثون عن أفضل الطرائق للتخلص منها بسلاسة وأمان، ووفقًا للأمم المتحدة، يتم طمر 46% منها في النفايات، ويتم حرق 17%، وتتحول 22% منها إلى نفايات، ويتم جمع 15% منها من أجل إعادة التدوير.
لكن فعليًا لا يُعاد تدوير أقل من 9%، بل وهناك بعض الشكوك التي تساور بعض العلماء حول طرائق التخلص من تلك النفايات، ما دفع مجموعة بحثية مؤلفة من باحثين هولنديين وفيتناميين للذهاب إلى قرية في فيتنام، تُسمى «مينا خاي» (Minh Khai)؛ للتحقيق في كيفية إعادة تدوير النفايات البلاستيكية القادمة من أوروبا، باعتبار فيتنام واحدة من دول الجنوب العالمي التي تعاني من آثار التغيرات المناخية.
إعادة التدوير في دول الجنوب
تزداد النفايات البلاستيكية من الاتحاد الأوروبي عامًا بعد عام، وتلجأ إلى شحنها لدول الجنوب العالمي مثل فيتنام، حيث يمكن التخلص منها.
وعندما ذهبت المجموعة البحثية لقرية مينا خاي، وجدوا المشهد التالي: "أناس قرويون، يطبخون ويأكلون ويشربون، يمارسون حياتهم القروية بصورة طبيعية، وأصوات الأطفال تعلو في الشوارع والأزقة، ببراءة يلعبون هنا وهناك، وفي نفس المشهد، هناك أبخرة متصاعدة للنفايات، تلك الأبخرة السامة الناتجة عن ذوبان البلاستيك، وتتسرب إلى أهالي القرية، كبار كانوا أو صغار، بدون أي مقاومة يستنشقونها".
وجدت المجموعة البحثية أيضًا أنّ هناك 7 مليون لتر من مياه الصرف الصحي السامة يتم تصريفها في المجاري المائية للقرية يوميًا.
وأشار مؤلفو الدراسة إلى أنّ الاتحاد الأوروبي يحاول التخلص من النفايات البلاستيكية وشحنها إلى مناطق الجنوب، التي لا تستطيع -في أغلب الأحيان- التخلص منها بطرق صحية لا تُضر الإنسان والبيئة، ويبدو الأمر وكأنه نقل عبء ومسؤولية التخلص من النفايات البلاستيكية إلى دول تحتاج إلى أموال بدون التأكد من قدراتها على استيعاب النفايات.
نقل المسؤولية
تُعتبر هذه الدراسة، بمثابة دراسة حالة، فيها الاتحاد الأوروبي الذي يحاول تحقيق أهدافه الخضراء عبر الاستعانة بمصادر خارجية، وذلك بتصدير نفاياته البلاستيكية إلى الدول الفقيرة، ويرى مؤلفو الدراسة أنّ عدم إعارة الاهتمام لمعالجة الأضرار البشرية والبيئية الناتجة عن إعادة تدوير النفايات البشرية أمر ليس أخلاقيًا أو دائريًا أو مستدامًا.
يأمل الباحثون أن تأخذ محادثات الأمم المتحدة الجارية حول معاهدة عالمية ملزمة قانونيًا بشأن البلاستيك، النتائج التي توّصلوا إليها بعين الاعتبار، وذلك عبر وضع قوانين صارمة بخصوص الاستعانة بمصادر خارجية للتخلص من النفايات البلاستيكية بطرائق أكثر استدامة. ونشر الباحثون ما توّصلوا إليه في دورية «سيركيولر إيكونومي آند ساستينابيليتي» (Circular Economy and Sustainability) في 18 يناير/كانون الثاني 2024.
بالطبع هناك الكثير من الأضرار الناجمة عن النفايات البلاستيكية، للبيئة أو الإنسان أو الكائنات الحية الأخرى في النظم البيئية. لذلك، يأمل الباحثون أن تكون المعاهدة العالمية المنتظرة أكثر صرامة ووضوحًا.
aXA6IDMuMTQ1LjE2My4xMzgg جزيرة ام اند امز